فاطمة المسعودي: المرأة ذات الأنامل الساحرة التي تحول ورق الجرائد إلى معروضات فنية

0

هل بمستطاعنا أن نمنح فرصة ثانية للاستعمال للجرائد القديمة والمجلات وباقي أصناف الورق المستعمل في أغراض مختلفة، وتجاوز الاستعمال التقليدي لهذه الأوراق في تنظيف زجاج النوافذ، ولف بعض الحاجيات، وباقي الاستعمالات الأخرى التي نحتاجها كما هو الشأن مثلا عندما نريد تغيير مقر السكنى أو العمل؟

الجواب عن هذا السؤال يكون بالإيجاب عند السيدة فاطمة المسعودي التي تتمتع بذوق رهيف ، ورؤية فنية متبصرة، حيث نقشت اسمها ومسارها الفني والمهني في عالم الصناعات التقليدية ، وهي تعتبر أن “جميع المواد قابلة للتسخير في مجال الخلق والإبداع.

فبفضل أناملها الساحرة تستطيع هذه المبدعة أن تحول ورق الجرائد القديمة ، والمجلات، ومطبوعات ورقية أخرى إلى معروضات واكسيسوارات فنية تمتاز بلمسات إبداعية بارزة ، حيث يصبح بالإمكان تسخيرها في الاستعمالات اليومية ، وليس فقط الاقتصار على استغلالها كمادة للديكور.

فباستطاعة الفنانة المسعودي أن تستثمر موهبتها الفنية في تحويل ورق الجراد والمجلات القديمة مثلا إلى حقائب يدوية، أو بعض مستلزمات الحمامات المنزلية، أو علب لترتيب الحاجيات الشخصية، أو الأكياس المستعملة لنقل بعض الحاجيات والبضائع على متن الدراجات، أو محافظ لحمل الأوراق الشخصية، أو مزهريات… وغيرها.

وأوضحت فاطمة المسعودي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن ورق الجرائد بما أنه مادة هشة وقابلة للتلف، فإن تغليفها بالبلاستيك يصبح أمرا ضروريا حتى يتأتى حفظها مما يمكن أن يلحق بها من إتلاف بفعل الماء، أو الرطوبة، أوالغبار ، أو التمزيق.

وأضافت أن العمل الذي تقوم به، يعد غاية في الدقة، ويتم على مراحل ، مبرزة في هذا الصدد أن كمية الورق المستعملة تتغير انطلاقا من طبيعة وحجم المادة التي ترغب في صنعها.

فبعد تغليف الورق بالبلاستيك، تبدأ عملية الطي وما يليها من عمليات أخرى دقيقة تستوجب مهارة خاصة ، شبيهة إلى حد ما بعملية الإمساك بكرة من خيط صوفي ، وتطويعه بواسطة قضيبين ليتم تحويله إلى حقيبة يدوية أو غيرها من الأشياء ذات منفعة.

وقالت إن ورق الجرائد المغلف بالبلاستيك يشبه العجين المستعمل في صنع الحلويات. فهو المادة الأساسية في العمل الذي تقوم به ، مشيرة إلى أنها ترسم بداية نماذج لابتكاراتها ، لتلجأ بعد ذلك إلى تدقيق القياسات المتعلقة بكل الأشكال التي ترغب في صنعها ، قبل أن تبدأ في عملية الإبداع.

وبعدما حظيت ابتكاراتها الفنية بإعجاب من طرف نخبة من المغاربة والأجانب، لجأت الفنانة فاطمة المسعودي إلى تأسيس تعاونية “لينا سيكلاج” ( لينا تدوير) ، التي ترأسها وتضم في عضويتها ثلة من الشباب البارعين في إبداع مواد فريدة انطلاقا من إعادة تدوير ورق الجرائد القديمة.

وأوضحت أن العمل الذي يتم القيام به هو يدوي خالص، ويستغرق ما بين ساعتين حتى يومين، وذلك حسب طبيعة المادة المرغوب صنعها ، ومقاييسها، وعدد الأفراد المشتغلين عليها.

وبخصوص تسويق المنتوج، أشارت إلى أنها أفلحت في استقطاب زبناء أجانب ، خاصة منهم المتشبعين بأفكار ذات صلة بالحفاظ على البيئة وإعادة تدوير المواد المستعملة، وتطمح في الوقت نفسه إلى استقطاب مزيد من الزبناء المغاربة وذلك عن طريق الترويج لإبداعات التعاونية، والمهارات المكتسبة لدى أعضائها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي ما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، قالت السيد المسعودي إنها تتطلع مستقبلا إلى تسخير الورق المغلف بالبلاستيك لإبداع بعض أشكال الحلي، والكراسي، والموائد، والزرابي ، والأحزمة، والتنورات وغيرها.

أما بخصوص أسعار المنتجات، فأوضحت أنها في المتناول ويتراوح ما بين 50 و 450 درهم، حسب حجم وطبيعة المواد المستعملة في الصنع، مسجلة أن اقتناء منتوج مصنوع يدويا هو في المقام الأول تشجيع لشخص أمضى ساعات من العمل في صنع مادة تتطلب كثيرا من المهارة ، ومكافأة له على مجهود متشبع بفيض من الحب والعاطفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.