عرض مسرحية مستوحاة من قصيدة “صاعدا للرماد” للطاهر بن جلون بدكار

0

تم مساء أمس بدكار عرض مسرحية مستوحاة من قصيدة “صاعدا للرماد” للروائي والشاعر المغربي الطاهر بن جلون.
وجاء تقديم هذا العرض المسرحي، الذي أخرجه الإيطالي ما سيمو لوكوني، ثمرة تعاون ما بين سفارتي المغرب وإيطاليا في دكار.
وتعرض قصيدة “صاعدا للرماد”، على نحو مؤثر وقوي، مآخذ وتهما موجهة للغباء المأساوي للحرب، في جميع اشكالها وطبيعتها. وتمثل على نحو ما وقفة وفاء تجاه تلك الأجساد المحترقة في حرب الخليج الأولى والتي تجاوزتها الذاكرة.
وعرف عرض هذه المسرحية، التي شخصها الممثلون السنغاليون إبراهيما ضيوف واغناغنا اندياي وبابا عبدو غي ومحمد سو، حضورا مكثفا لجمهور كان خليطا من جنسيات مختلفة اكتظ بها مسرح سورانو دانيال في دكار.
وأوضح مخرج المسرحية، الإيطالي ما سيمو لوكوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الطاهر بن جلون كاتب له صيته في إيطاليا وفرنسا وغيرها من البلدان، وكان كتب قصيدة عن الحرب وضدها، سرد فيها مأساة من قتلوا ولم يكن لهم من مدفن يأوي جثتهم، في ما يمثل مأساة داخل مأساة.
ووصف لوكوني القصيدة، على المستوى الأدبي، ب”الرائعة”، مشيرا الى أنه لجأ الى تعديلات للنص، لاستحضار شخصيات تحادث شخصا في عداد الموتى، يبدي الرغبة في العودة الى بيته وزوجته وحياته الطبيعية.
وأضاف أن المسرحية تم تشخيصها من قبل مجموعة من الممثلين السنغاليين المنحدرين من مدينة سانت لويس (شمال غرب)، اشتغل معهم على مدى أربع أو خمس سنوات، مشيرا الى أن الأمر يتعلق بالمشروع الفني الثاني، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم العرض من قبل الفرقة في دكار.
وبهذه المناسبة، لفت سفير صاحب الجلالة في دكار، السيد طالب برادة الى إن الطاهر بن جلون أراد من خلال هذا العمل، أن يخاطب الجانب الإنساني في مواجهة ويلات الحرب في مقابل إحصاءات تختزل الضحايا في كلمة “مفقودون” وليس ” موتى”، مشيدا، في هذا الصدد، بالتعاون المثمر بين سفارتي المغرب وإيطاليا في دكار، وهي الشراكة التي ما كان لهذا المشروع الفني أن يرى النور لولاها.
ومن جانبه، أشار السفير الإيطالي في دكار، السيد فرانشيسكو باولو فينييه ، إلى أنه وعلى الرغم من أن رواج الأعمال المسرحية محدود في السنغال، فإن من شأن هذا المشروع أن يساهم، ولو قليلا، في تنشيط الحياة الثقافية بهذا البلد، مشيرا الى أن هذا العمل يمثل ثالوثا لتعاون فني جمع بين نص مغربي وإخراج إيطالي وتشخيص سنغالي.
للإشارة سيتم عرض هذه المسرحية بمسرح (فيردير) بالضواحي السنغالية في 19 مارس الجاري، وذلك بهدف تقريب شباب هذه المناطق من مفهوم الثقافة كوسيلة تعبير عن الحرية وحافز للتنمية.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.