الانتخابات الرئاسية الروسية: بوتين في طريق مفتوح للظفر بولاية رئاسية جديدة من ست سنوات

0

على بعد 3 أيام فقط من إجراء الانتخابات الرئاسية، يبدو المرشح المستقل والرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين (65 عاما) في طريق مفتوح للظفر بولاية رئاسية جديدة مدتها ست سنوات خلال الانتخابات المقرر إجراؤها في 18 مارس الجاري.

وتشير جميع الاستطلاعات إلى أن حظوظ بوتين تبقى وافرة للبقاء في منصبه بالرغم من أنه سيخوض هذا الاستحقاق إلى جانب سبعة مرشحين آخرين أبرزهم زعيم الحزب الشيوعي بافل غرودينين، وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، والإعلامية كسينيا سوبتشاك مرشحة حزب “المبادرة الاجتماعية” الليبيرالي.

وأفاد أحدث استطلاع للرأي أجراه المركز الروسي لدراسة الرأي العام أن نحو 69 في المائة من الروس ينوون التصويت للرئيس الحالي فلاديمير بوتين خلال الانتخابات المقبلة، وحل مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين في المركز الثاني بنسبة 7 في المائة من الأصوات، فيما احتل فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المركز الثالث بنسبة تأييد بلغت 5 في المائة.

وحازت الإعلامية كسينيا سوبتشاك، وفق الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من 5 إلى 7 مارس الجاري وشمل حوالي 4 آلاف مواطن روسي بجميع أقاليم التراب الروسي تفوق أعمارهم 18 عاما، على نسبة 2 في المائة من نوايا التصويت، فيما حصل كل من زعيم حزب “يابلوكو” غريغوري يافلينسكي، وسيرغي بابورين (رئيس حزب الاتحاد الاجتماعي الروسي) على 1 في المائة فقط من الأصوات، وحاز المرشحان بوريس تيتوف (حزب النمو) وماكسيم سورايكين (حزب شوعيو روسيا) على أقل من 1 في المائة من الأصوات.

ويرى المحلل السياسي الروسي تيمور دويدار، أنه بالرغم من أن فلاديمير بوتين تقدم للانتخابات كمرشح مستقل فإن كل المؤشرات تشير إلى فوزه بالانتخابات المقبلة لعدة اعتبارات ، في مقدمتها الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل حزب “روسيا الموحدة” الحاكم، والشعبية الجارفة التي يحظى بها لدى المواطنين الروس، إضافة إلى الدعم يحظى به من قبل أغلب القيادات المحافظة بالبلاد.

وسجل دويدار أن القضايا التي تستأثر باهتمام الناخب الروسي هي في المقام الأول تحسين الخدمات العامة والنهوض بالبنيات التحتية، ولا يكترث كثيرا للخطابات التي يروجها بعض المرشحين عن استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي وتعزيز العملة الروسية لمزاحمة الدور الأمريكي في العالم.

واعتبر أن مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين يبقى أبرز المنافسين لفلاديمير بوتين، بالنظر للشعبية المتزايدة التي اكتسبها والدعم القوي الذي يحظى به من قبل الحزب الشيوعي الروسي والتيار اليساري و القوى الوطنية، فضلا عن تركيزه حملته الانتخابية على “ضرورة معالجة الاختلالات التي يعاني منها الاقتصاد الروسي والمشاكل التي يرزح تحتها قطاع الأعمال بالبلاد”.

وانتهز بوتين ، مناسبة توجيه رسالته السنوية إلى الجمعية الاتحادية الروسية، في 1 مارس، لكسب ود الشعب الروسي بالتأكيد على “عزمه مكافحة الفقر وتقليص معدلاته في البلاد ورفع مستوى المعيشة وتعزيز الرفاهية خلال السنوات الست القادمة في حال استمراره في سدة الحكم”.

وقال بوتين في خطابه الذي تناول فيه مجموعة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الملحة بروسيا “إن كل روسي يهمنا، وسنعمل على زيادة فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية بما يمنح المواطن الروسي عمرا أطول، مضيفا “ينبغي أن تبلغ معدلات الأعمار المتوقعة في روسيا نظيراتها في بلدان أخرى مثل فرنسا واليابان”.

وأكد أن معدلات الفقر بالبلاد انتقلت من 42 مليون سنة 2000 عندما استلم السلطة لأول مرة إلى 20 مليون فقط حاليا، مشددا على أنه سيحرص على تخفيض هذا الرقم أكثر في المرحلة المقبلة.

ويركز البرنامج الانتخابي لبافل غرودينين، مرشح الحزب الشيوعي الروسي، على تغيير نهج البلاد الاقتصادي واستعادة سيادة روسيا الاقتصادية بغية ضمان رفاهية الشعب، وذلك عن طريق إجراء سلسلة إصلاحات اقتصادية واجتماعية.

من جهته، يقترح فلاديمير جيرينوفسكي، إدخال إصلاحات اجتماعية وسياسية جذرية في مجالات مختلفة، وخاصة إلغاء العقوبة الجنائية بتهمة “التطرف” و”مخالفة قانون التظاهر” والتي تحمل حسب رأيه صبغة سياسية، إضافة إلى حل مجلس الاتحاد الروسي وتسليم جميع صلاحياته إلى “مجلس الدوما” (الغرفة السفلى للبرلمان) ليصبح البرلمان الروسي أحادي الغرفة بغية تفعيل دوره السياسي.

أما الإعلامية كسينيا سوبتشاك، مرشحة حزب “المبادرة الاجتماعية” الليبيرالي، فتسعى إلى إدخال تغييرات ليبيرالية في سياسات البلاد الداخلية والخارجية، مع تقليص نفوذ الكنيسة الأرثوذكسية في المجتمع، وإقامة علاقات شراكة مع الولايات المتحدة وأوكرانيا وسحب القوات الروسية من سوريا، والإفراج عن “المعتقلين السياسيين”.

بدوره، ركز سيرغي بارورين مرشح حزب “الاتحاد الشعبي العام الروسي” القومي المحافظ، برنامجه الانتخابي على القضايا الاجتماعية، حيث تعهد، في حال توليه السلطة، بإدخال تعديلات دستورية بغية إنشاء نظام قضائي مستقل وجعل التعليم والخدمات الاجتماعية مجانا، وتعهد بإقرار سلسلة قوانين من أجل فك اعتماد اقتصاد البلاد على القطاع النفطي.

وقد أرسل مجلس الدوما الروسي (الغرفة السفلى للبرلمان)، حتى الآن، دعوات إلى قرابة 250 ممثلا من 74 دولة لمراقبة الانتخابات الرئاسية فى روسيا، سيزاولون مهامهم في مختلف المدن والأقاليم الروسية.

وتبلغ التكلفة الإجمالية للانتخابات الرئاسية حوالي 17.4 مليار روبل (نحو 295 مليون دولار) ، حسب ما أعلنت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية، إيلا بامفيلوفا، التي وعدت بأن تتسم الحملة الانتخابية بمزيد من الشفافية” المالية.

ويخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ثمانية مرشحين هم المرشح المستقبل، فلاديمير بوتين، ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي، وبافل غرودينين عن الحزب الشيوعي، ومرشحة “المبادرة المدنية” كسينيا سوبتشاك، ومرشح حزب (يابلوكو) كريكوري يافلينسكي، ومرشح حزب (النمو) بوريس تيتوف، ورئيس حزب الاتحاد الاجتماعي الروسي سيرجي بابورين، وزعيم حزب “شيوعيو روسيا” مكسيم سوراكين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.