شهدت شوارع العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس، ومدن أخرى مسيرات حاشدة شاركت فيها عشرات الآلاف من النساء للتنديد بمختلف أشكال العنف الممارس ضدهن و للمطالبة بمزيد من الحقوق، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وخلال هذه المظاهرات التي انطلقت من أمام ساحة “بلازا دي مايو” وجابت أهم شوارع بوينوس أيريس قبل الوصول إلى الساحة المقابلة لمقر البرلمان ، صدحت حناجر نساء الأرجنتين، كما دأبت على ذلك في كل ثامن مارس من كل سنة، منددة بالعنف الممارس ضدهن من قبل الرجال، و بجرائم القتل المرتكبة في حقهن، و التي ما فتئت تتزايد وتيرتها في السنوات الأخيرة، بحسب العديد من تقارير المنظمات المدافعة عن حقوق النساء.
كما طالبت المشاركات في هذه المسيرات الاحتجاجية، بتحقيق المساواة في الأجور بين الجنسين و عدم تجريم الإجهاض، وهو المطلب الذي سبق أن أعطت الحكومة الأرجنتينية الضوء الاخضر لفتح نقاش بشأنه داخل قبة البرلمان.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، أمس الخميس عزمه إحالة مشروع قانون على أنظار البرلمان للمضي قدما في تحقيق المساواة بين الجنسين وإرساء تكافؤ الفرص في جميع المجالات، خاصة في قطاع التشغيل.
وعلاقة بالعنف ضد النساء، كشف تقرير جديد للمرصد المعني بحالات قتل النساء التابع لديوان المظالم بالأرجنتين أنه تم تسجيل 292 جريمة قتل ضد النساء خلال السنة الماضية بالبلد الجنوب أمريكي، و ذلك بمعدل جريمة كل 30 ساعة.
وحسب المرصد ذاته، فإن 17 بالمائة من الضحايا هن دون سن ال 18 عاما، و 33 بالمائة تتراوح أعمارهن ما بين 19 و 30 سنة، و 34 بالمائة ضمن الفئة العمرية 31 و 50 سنة، و 15 بالمائة لنساء تجاوزن سن الخمسين، كما أن من بين الضحايا هناك أيضا طفلات لم يبلغن بعد ربيعهن الرابع.
و أشار المرصد إلى أن 16 بالمائة من الضحايا اللواتي لقين مصرعهن خلال السنة الماضية كن قد قدمن شكايات ضد الجناة، و 33 بالمائة لم يبلغن عن أي اعتداء رغم تعرضهن للعنف مسبقا، و 51 بالمائة من هذه الجرائم لم يتم تسجيل أية معلومة بشأنها.
ووفقا لأرقام صادرة عن منظمات غير حكومية، فإن عدد النساء الأرجنتينيات ضحايا جرائم القتل منذ 2008 وحتى فبرابر الماضي، بلغ ما لا يقل عن 2600 ضحية.
