خدوج كنو: تجربة مهنية على مدى 24 سنة في خدمة تأهيل مجالات التكتل العمراني

0

فاطنة خراز: بفضل تجربتها المهنية الغنية التي راكمتها على مدى 24 سنة، وتمرسها في مجال التعمير، يحدو المهندسة المعمارية، خدوج كنو، المديرة العامة للوكالة الحضرية للرباط وسلا، طموح كبير للارتقاء بمجالات التكتل العمراني وتأهيلها بواسطة وثائق تعمير من الجيل الجديد في إطار رؤية شمولية تساير التطورات المجالية والديمغرافية.

لم تخف كنو، التي تمرست داخل أوراش البناء قبل أن تتقلد مناصب المسؤولية، رغبتها وهي تتحدث بثقة عالية، في أن يصبح التكتل العمراني للرباط وسلا نموذجا يحتذى في مجال التعمير، نظرا لخصوصية هذه المجالات الحضرية التي تحتضن عاصمة المملكة، وتضم مجالا مصنفا تراثا ثقافيا عالميا يتمثل في المدينة العتيقة للرباط.

ولعل الخبرة التي اكتسبتها منذ سنة 1994، حيث تدرجت في مناصب المسؤولية كمديرة مركزية بوزارة التعمير وإعداد التراب، ومديرة للوكالة الحضرية بالجديدة ثم الخميسات فالقنيطرة، وسيدي قاسم، وهي الآن تدير، منذ سنة 2016، الإدارة العامة للوكالة الحضرية للرباط وسلا، تعد حافزا من أجل مواكبة التطور العمراني لهذا المجال عبر اعتماد آليات جديدة لضبط التعمير والمساهمة في الدينامية الحضرية والاجتماعية والاقتصادية والتحولات العمرانية التي يعرفها هذا المجال المتربوليتاني.

فبحكم اختصاصات الوكالات الحضرية المتمثلة في ضبط المجال العمراني، باعتبارها متدخلا وفاعلا رئيسيا في ميدان التعمير، تضطلع هذه المؤسسة التي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، دورا هاما في عملية التدبير الحضري من خلال دراسة الملفات المعروضة عليها وإبداء الرأي فيها ودراسة الشكايات والتعرضات التي تتوصل بها.

فالمسؤولية الملقاة على عاتق خدوج إذن، وفريق العمل الذي يشتغل إلى جانبها، ليست بالهينة، في ظل بروز إشكالات عمرانية جديدة، تهم البيئة المعيشية لأكثر من 1.5 مليون نسمة بالتكتل العمراني للرباط وسلا، بما في ذلك التوسع العمراني، والتحديات البيئية، والتنقل الحضري، والتعمير التجاري، والحفاظ على التراث والاستدامة المجالية.

وتقر خدوج، ذات الأصول الأمازيغية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “ما حققته اليوم مهنيا يعود الفضل فيه لدعم أسرتي خاصة والدي الذي وافته المنية مؤخرا، والذي كان أكبر سند لي، وزوجي وأسرتي التي دعمتني وشجعتني وواكبتني في كل خطوة خطوتها في مساري المهني وقبله التعليمي”، معتبرة أن ما حققته نساء المغرب اليوم من مكتسبات يرجع أساسا إلى التزامهن مهنيا وجديتهن وإتقانهن لعملهن.

وعن إدارتها لمؤسسة من حجم الوكالة الحضرية للرباط وسلا، تقول السيدة خدوج ”لا يتم الحكم على الشخص أخذا بالاعتبار جنسه إن كان رجلا أو امرأة، بل يتم الحكم عليه من حيث مهنيته وجدارته وقدراته ومهاراته، واحترامه لنفسه، وتقلد منصب المسؤولية بالنسبة للجنسين يتطلب الالتزام مهنيا والجدية “.

وغير بعيد عن مجال تخصصها، لا تكتفي السيدة خدوج، “المرأة المناسبة في المكان المناسب” كما يصر المقربون منها على وصفها، بالعمل الإداري بل تطمح كرئيسة لفدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب ( مجال) ، إلى تطوير طريقة التدبير الحضري وتحسين ظروف عيش الساكنة، معتبرة أن ولوج المغرب للشبكة الدولية لفدراليات الوكالات الحضرية بالعالم يعد انجازا مهما استطاعت الفدرالية تحقيقه في إطار تشجيع التعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية، وبهذا، تضيف السيدة كنو، يكون المغرب أول بلد إفريقي يوقع على ميثاق الولوج لهذه الشبكة الدولية.

ومن خلال العمل الجمعوي، تسعى الفدرالية إلى تعزيز و نشر المعرفة المكتسبة في المجالات التي تساهم في التدبير والتخطيط وتنمية المجالات وتشجيع جميع الأفكار والأبحاث والدراسات المشتركة التي من شأنها أن تساعد على تنظيم أفضل للوسط الحضري والقروي وتحسين الظروف البيئية والمعيشية للساكنة.

وترى كنو في التواصل على المستوى الداخلي والخارجي رافعة لتطوير الأنشطة التي تقوم بها الوكالة الحضرية للرباط وسلا، من تأطير عمراني وتدبير حضري وتعمير عملياتي، فيما تعد البوابة الإلكترونية التي تم إطلاقها، برأيها، إحدى وسائل التواصل وتقاسم المعلومة مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين والباحثين، وذلك في أفق بناء سياسة عمومية حضرية مستدامة للمجال المتروبولتاني للرباط-سلا.

فبالنسبة لهذه المهندسة المعمارية، تمنح المسؤولية للمرأة لعملها ومثابرتها وجديتها كما هو الشأن بالنسبة للرجل، “لأن أي مجتمع لا يمكن أن يتقدم بشكل متوازن بدون رجاله ونسائه، والمغرب في حاجة لنسائه ورجاله للسير به قدما”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.