المملكة المتحدة تتأهب لخوض حرب ضد فيروس كورونا

0

نبيلة زورارة: في الوقت الذي يجتاح فيه فيروس كورونا المستجد العالم بأسره، مجهزا في طريقه على حياة المزيد من الأشخاص، تتخذ المملكة المتحدة تدابير أكثر فأكثر صرامة هدفها تطويق الوباء الذي أودى حتى الآن بحياة أربعة أشخاص في البلاد.

وعلى الرغم من أنها سجلت 319 حالة إصابة مؤكدة إلى حدود الساعة، إلا أن المملكة المتحدة لم تعتبر بعد كبؤرة للوباء، على عكس بلدان أوروبية أخرى، مثل إيطاليا التي أعلنت، أمس الاثنين، عن العزل الكامل للسكان.

وبمجرد ظهور الحالات الأولى بالمملكة المتحدة في 31 يناير الماضي، تم إطلاق حملة إعلامية للصحة العامة لإسداء النصح للبريطانيين حول التدابير الرامية إلى الحد من خطر انتشار الفيروس.

ودفع اكتشاف حالات مؤكدة جديدة في مستهل شهر فبراير، وزير الصحة البريطاني ماثيو هانكوك، إلى الإعلان عن لوائح لحماية الصحة لسنة 2020، فضلا عن نشر تحديثات يومية، لاسيما نصائح للمسافرين، من طرف وزارة الصحة.

وطورت المملكة المتحدة، أيضا، نموذجا محددا للتحليل المختبري قصد الكشف عن الحالات الأولى، بينما تلقى مطار لندن هيثرو دعما سريريا إضافيا ومراقبة مدعمة للرحلات الجوية الثلاث المباشرة القادمة من ووهان، المدينة الصينية مهد الوباء.

وعلاوة على ذلك، فإن المنظومة الوطنية للصحة العمومية، أحدثت بمختلف المستشفيات عبر البلاد، مراكز للكشف عن كوفيد-19.

ومنذ إعلان منظمة الصحة العالمية أن الوباء يشكل مسألة صحية مستعجلة ذات بعد عالمي، عمل الأطباء الرئيسيون بالمملكة المتحدة على رفع مستوى الخطر بالمملكة المتحدة من ضعيف إلى معتدل في 30 يناير الماضي.

ومع جميع الاحتمالات، فإن الحكومة البريطانية تتعامل بشكل واقعي مع انتشار فيروس كورونا، ولهذا السبب فإنها تستعد لأسوأ سيناريو يمكن حدوثه، وهو إصابة ما بين 50 إلى 80 بالمائة من الساكنة بالفيروس.

ومع ازدياد تفشي الوباء وارتفاع عدد الإصابات. كشفت الحكومة عن خطة عملها الرامية إلى مواجهة انتشار الوباء بالمملكة المتحدة. وستشمل هذه الخطة إغلاق المدارس، والحد من التجمعات الكبرى، وإقرار العمل المنزلي بالنسبة لبعض الموظفين خلال أسابيع الذروة.

وأعلن مسؤولو الصحة بالمملكة المتحدة، في وقت لاحق، عن تفعيل المرحلة الثانية من خطة العمل. حيث تروم هذه الخطة، أيضا، استدعاء الأطباء والممرضات المتقاعدين حديثا للعمل وإلغاء العمليات غير الطارئة من أجل تحرير الأسرة.

وقد ط لب من المستشفيات العمومية بالمملكة المتحدة فحص المرضى الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا، وذلك عبر مكالمات بتقنية الفيديو للحد من خطر انتشار الوباء.

ويتمثل الهدف من وراء هذا القرار الذي أعلنت عنه إدارة الصحة العمومية “إن. إش. إس إنجلترا”، في تقليل عدد المرضى بالمستشفيات، وكذا الحد من خطر انتشار الفيروس.

كما تلقت صناديق المستشفيات وغيرها من المنظمات الصحية خطابا من”إن. إش. إس إنجلترا” يوضح بالتفصيل الخطوات التي يتعين اتخاذها للاستعداد لارتفاع محتمل في عدد المرضى. كما تمت دعوتهم لإجراء المزيد من الاستشارات الطبية بالفيديو منزليا، والنظر في سبل الرفع من توفر الأسرة والأطر الصحية.

فبعد إعلان رئيس الوزراء بوريس جونسون أن “ما يصل إلى خمس اليد العاملة يمكن أن يكون في عطلة مرضية خلال أسابيع ذروة الوباء بالمملكة المتحدة”، عملت المنظومة الوطنية للصحة على تكثيف تحضيراتها.

فقد تمت دعوة المستشفيات إلى مضاعفة وحدات العزل. كما أنه، وبسبب ضغط العمل، يمكن للشرطة أن تركز فقط على الجرائم الأكثر خطورة. لكن هذه التدابير لن يعمل بها إلا في حالة التفشي الصريح للوباء، وعندما يعتبر الخبراء أن المزايا أهم من التكاليف. فذروة الفيروس منتظرة في المملكة المتحدة من شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد بداية تفشي الفيروس.

كما قامت الحكومة البريطانية بوضع وحدة لمكافحة نشر المعلومات الخاطئة المتعلقة بالوباء.

وستعمل هذه الوحدة بتعاون وثيق مع أوساط وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تصحيح، أو حتى معاقبة المعلومات المغلوطة المتعلقة بالوباء.

وفي الوقت الذي تبدي فيه البلاد استعداد لمواجهة الوباء، فإن الخوف استشرى في أوساط الساكنة. فقد تم اجتياح أجنحة المواد الغذائية بالمحلات الكبرى، والشراء المفرط للصابون والمطهرات الكحولية، تحسبا لمرحلة عزلة محتملة.

وفي مواجهة هذا الاضطراب، قررت بعض المحلات التجارية الكبرى تحديد المقتنيات في خمس منتوجات تهم المعجنات، وبعض المنتوجات المطهرة، من قبيل المناديل المضادة للجراثيم، والمنظفات السائلة، بينما قامت بعض العلامات التجارية بالحد من بيع الإلكتروني لبعض المنتوجات.

وكان وباء فيروس كورونا المستجد قد تجاوز، أول أمس الاثنين، 110 ألف شخص مصاب عبر العالم، بما ساهم في اندحار الأسواق وتأجيج المخاوف حيال رؤية المرض، الذي يشل حاليا جزءا من إيطاليا والصين، يواصل انتشاره المحموم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.