الشيلي : مآثر تاريخية تنال نصيبها من أعمال التخريب التي تخللت الاحتجاجات الاجتماعية

0

إبراهيم صلاح الدين أمحيل: تضررت العديد من المباني والمعالم التاريخية والتراثية بالشيلي من أعمال التخريب التي تخللت الاحتجاجات الاجتماعية، التي انطلقت شرارتها في 18 أكتوبر الماضي.

وغزت نقوش وكتابات ورسومات للمتظاهرين أكثر من 800 نصب تذكاري ومبنى تاريخي، حسب المجلس الوطني للآثار التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث بالشيلي.

وكان وسط العاصمة سانتياغو إحدى المناطق الأكثر تضررا من هذه الأحداث، لا سيما المباني التاريخية.

ووفقا لأحدث الأرقام، التي قدمتها وزارة الثقافة الشيلية، فقد تضرر من هذه الاحتجاجات 319 مبنى من المآثر العمومية (تماثيل ونصب تذكارية) و443 من المعالم الوطنية، لاسيما بالفضاءات التاريخية.

واختفت العديد من الأعمال الفنية تقريبا تحت خطوط أو كتابات أو ملصقات، بل إن بعضها كان عرضة للتشويه والتدمير.

ووفق المجلس الوطني للآثار، فإن 24 عملا دمر بالكامل أو تم استبداله. ففي مدينة لاسيرينا، الواقعة على بعد حوالي 450 كلم شمال العاصمة، أزال المحتجون نصبا تذكاريا للكونكيستادور الإسباني فرانسيسكو دي أغيري واستبدلوه بتمثال يكرم السكان الأصليين.

وفي ساحة إيطاليا بسانتياغو، التي أعاد المتظاهرون تسميتها بساحة “الكرامة”، حاول ملثمون في 31 دجنبر الماضي هدم نصب للجنرال مانويل باكيدانو في مشهد بثه آلاف مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية على الهواء مباشرة.

وفي نونبر الماضي، تم إضرام النار في المقر التاريخي لجامعة بيدرو دي فالديفيا بوسط سانتياغو على بعد بضع أمتار من مظاهرة كبيرة بساحة إيطاليا.

ووفق تقارير إعلامية، فقد تعرض المبنى، الذي تم تشييده سنة 1915، لعملية سطو من قبل مجموعة من الأشخاص قبل أن يعمدوا إلى إضرام النار فيه.

كما تم إضرام النار في كنيسة فيراكروز بوسط سانتياغو حيث قام متظاهرون ملثمون برش الجزء الأمامي من هذا المبنى، الذي يعود إلى أزيد من مائي عام، بسائل قبل إضرام النار فيه.

وكانت أغلب المآثر والمعالم المتضررة من هذه الاضطرابات الاجتماعية بمدن سانتياغو وتاراباكا وأنتوفاغاستا.

وبشكل عام، عانت غالبية المعالم التاريخية من أضرار طفيفة مثل خدوش أو تكسير زجاج أبوابها ونوافذها، في حين تم إضرام النار في أخرى.

وفي تعليقها على أعمال التخريب التي طالت المآثر التاريخية بالبلاد، قالت وزيرة الثقافة، كونسويلو فالديس، “كمؤسسة نأسف للأضرار التي لحقت بالمآثر والمعالم التاريخية. هذه ممتلكات عمومية ومشتركة تشكل جزءا من التراث والتاريخ والذاكرة الجماعية”.

من جانبها، شددت هيئة المهندسين المعماريين على ضرورة وضع حد للتدمير الذي يطال الفضاء الحضري.

ومن أجل إذكاء الوعي بين صفوف ساكنة وزوار العاصمة الشيلية، نظم المجلس الوطني للآثار جولات سياحية إلى “المعالم المتضررة” من أجل التحسيس بأهمية الحفاظ على هذه الأماكن التاريخية المرموقة.

ويرى لويس مونتيس روخاس، الأستاذ الجامعي بكلية الفنون بجامعة الشيلي، أن المآثر تحمل دلالات ترتبط ارتباطا جوهريا بالتاريخ وترمز لشخصيات بارزة طبعت تاريخ البلاد.

وأضاف في تصريح لوسائل إعلام محلية أن هذه الزيارات تهدف إلى التشجيع على التحلي بسلوكات تسهم في الحفاظ على هذه المآثر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.