قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جيورجييفا، أمس الأربعاء بالرباط، إن الصندوق “معجب” بإصرار المغرب على مواصلة إصلاحاته المهيكلة.
وقالت جيورجييفا في تصريح للصحافة عقب مباحثات مع وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الادارة، السيد محمد بنشعبون، “لقد أعجبنا بإصرار المغرب على متابعة إصلاحاته المهيكلة الكبرى ليتمكن اقتصاده من الاستجابة لتطلعات الشعب المغربي”.
وبعد أن وصفت الشراكة بين صندوق النقد الدولي والمغرب ب “المتينة”، أشادت السيدة جيورجييفا، التي تقوم بزيارة عمل إلى المغرب من 17 إلى 20 فبراير الجاري، بالأهمية التي توليها المملكة للشباب والنساء، مضيفة أن صندوق النقد الدولي انخرط منذ سنوات في تقديم تحليلات تقنية يمكن أن تفيد صناع القرار في البلاد.
وأعربت جيورجييفا عن سعادتها بالزيارة التي تقوم بها “لأول مرة في حياتها إلى المغرب”، مبرزة رغبة الصندوق في التعاون مع المغرب من أجل تحقيق أهداف رؤية جلالة الملك محمد السادس، مضيفة أن المغرب الآن بصدد إعداد نموذجه المستقبلي للنمو والتنمية.
وأشارت رئيسة المؤسسة المالية الدولية إلى أن زيارتها للمملكة تشكل فرصة لمناقشة التحضيرات للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، المقرر عقدها في أكتوبر 2021 في مراكش.
وقالت في هذا الصدد “إن مراكش، المدينة الغنية بتاريخها وثقافتها، ستتحول إلى عاصمة مالية للعالم لمدة أسبوع كامل خلال شهر أكتوبر المقبل”، وهو ما يشكل أيضا، حسب قولها، فرصة للقارة الإفريقية لاستضافة مثل هذا الحدث.
من جهته، قال بنشعبون في تصريح مماثل إن لقاءه بالسيدة جيورجييفا التي تقوم بأول زيارة لها منذ توليها قيادة صندوق النقد الدولي في أكتوبر المنصرم، شكل مناسبة لمناقشة قضايا ثنائية تهم المغرب والصندوق.
وأبرز بنشعبون أن دورة 2021 للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي كانت من ضمن النقط التي تم التطرق إليها خلال جلسة العمل هذه، مضيفا أن هذا الحدث يتيح فرصة للمغرب لإبراز الإصلاحات التي قام بها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف أنه تم التطرق أيضا للمادة الرابعة لصندوق النقد الدولي التي تنص على استعراض جميع ما يتعلق بالمؤشرات الماكرو-اقتصادية للبلاد وجميع الإصلاحات الهيكيلية التي قامت بها المملكة قصد التحكم في المالية العمومية.
وأشار الوزير إلى أن صندوق النقد الدولي يصدر بشكل منتظم مذكرات تبرز أن المغرب يسير بثبات في الاتجاه الصحيح، لاسيما ما يتعلق بالقدرة على تحمل الديون.
وأبرز أنه منذ سنة 2012، يجدد المغرب خط الوقاية والسيولة، مبرزا أن هذا الخط البالغة قيمته ثلاثة ملايير دولار إلى اليوم، والذي يبلغ نهايته في نهاية 2020، يشكل ضمانا إضافيا يمكن البلد من مواجهة الصدمات الخارجية.
وأضاف بنشعبون أن هذا الخط الذي لا يعتزم المغرب استغلاله مطلقا، مكن من جعل المانحين الرئيسيين على المستوى الدولي يثقون في البلد.
وقال بنشعبون إنه “ناقشنا أيضا قضايا تتعلق بالمسيرة التنموية للمغرب”، مشيرا في هذا الصدد إلى النموذج التنموي بالبلاد الذي “أعطى نتائج إيجابية خلال العقدين الأخيرين، والذي تتم مراجعته بتعليمات من جلالة الملك”.
وخلال مقامها بالمغرب، ستعقد السيدة جيورجييفا لقاءات مع مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى، كما ستشارك في مائدة مستديرة حول الحكامة بحضور فعاليات من المجتمع المدني والشباب.