صندوق النقد العربي يدعو إلى تنويع الدول العربية لعلاقاتها التجارية للرفع من قدرة اقتصاداتها على مواجهة الصدمات الخارجية

دعا صندوق النقد العربي إلى تنويع الدول العربية لعلاقاتها التجارية والاستثمارية مع دول العالم المختلفة مع التركيز على التحسين المتواصل لمستويات الإنتاجية والتنافسية الدولية بهدف زيادة مستويات قدرة اقتصاداتها على مواجهة أية صدمات خارجية.

وأوصى الصندوق في دراسة نشرها مؤخرا تناولت أسباب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وآثارها على الاقتصادات العربية ، بزيادة مستويات تنويع الاقتصادات العربية سواء على مستوى الهياكل الإنتاجية أو التصديرية.

كما دعا الصندوق إلى ضرورة اقتناص الفرص التي يتيحها النزاع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين والمتضمنة التحول النسبي الحاصل من التجارة البينية للبلدين إلى المنطقة العربية من خلال تحسين بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار والمنافسة وتحسين مؤشر سهولة أداء الأعمال، وإعادة هيكلة القطاعات المرتبطة بالتجارة مع الصين لاسيما في إطار سلاسل القيمة العالمية وطريق الحرير.

وأبرز الصندوق أن التوترات التجارية التي نشبت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وبعض شركائها التجاريين منذ عام 2018 قد أثرت على الاقتصادات العربية نظرا لتنامي عولمة الاقتصادات العربية وزيادة مستويات انكشافها على الاقتصاد العالمي بشكل عام ، وعلى كل من الاقتصاد الأمريكي والصيني بشكل خاص.

وأكدت الدراسة أنه بقدر ما تتركه هذه التوترات من تحديات أمام الدول العربية من شأنها التأثير على الصادرات العربية ، فإنها قد تنطوي على فرص تتمثل في تحول جزء من التجارة بين أمريكا والصين إلى شركائهما التجاريين ومن بينها الدول العربية، مما يستدعي من هذه الأخيرة إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والتجارية للتعامل الإيجابي مع تلك الآثار.

وأشارت ، من جانب آخر ، إلى أن الصادرات العربية إلى كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية شهدت نموا ملموسا خلال العقد الأخير، حيث ارتفعت قيمتها إلى نحو 185 مليار دولار في المتوسط سنويا خلال الفترة (2011-2018) مقابل 22 مليار دولار للمتوسط السنوي للصادرات العربية إلى الدولتين خلال الفترة 1995-2000 بما يمثل نحو تسعة أضعاف.