بعد ترحيل نحو أربعة آلاف منهم خيبة الأمل تستبد بالمهاجرين في المكسيك

0

خالد الحراق: مكسيكو – باتت خيبة الأمل تنال من الآلاف من مهاجري أمريكا الوسطى الذين يسعون إلى الوصول إلى الولايات المتحدة عبر الحدود بين غواتيمالا والمكسيك، بعد أن باءت العديد من محاولاتهم للعبور بالقوة خلال الأسابيع الأخيرة بالفشل.

ومنذ وصول “قافلة 2020” من المهاجرين إلى الحدود الجنوبية للمكسيك، وأغلبهم من الهندوراس، تم توقيف نحو 4.000 منهم وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، حسب معطيات للمعهد الوطني المكسيكي للهجرة.

وتمكن هؤلاء المهاجرون من الدخول عبر الحدود الغواتيمالية قبل أن يعترض أفراد الحرس الوطني المكسيكي طريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، على مستوى طريق قرب منطقة تاباتشولا، بولاية تشياباس، جنوب المكسيك.

وكانت قافلة المهاجرين تأمل في مواصلة طريقها نحو شمال المكسيك من أجل الدخول إلى الولايات المتحدة، حيث كانت تعتزم التقدم بطلبات للحصول على وضع لاجئ.

وقد دافع وزير الخارجية المكسيكي، مارسيلو إبرارد، عن قرار ترحيل آلاف الهندوراسيين الذين دخلوا البلاد بصورة غير قانونية إلى بلادهم، في نهاية يناير المنصرم، لاسيما بعد أن رشق بعضهم الشرطة المتمركزة على طول الحدود بالحجارة، ورفضوا، لاحقا، استكمال إجراءات طلب اللجوء.

وقال إبرارد أمام مجلس الشيوخ: “إذا أتيت إلى المكسيك من أجل الاستفزاز وإثارة المشاكل، فسيتم ترحيلك إلى بلدك، لأننا لن نتحمل ذلك”، مضيفا “لقد أعدناهم جميعا إلى الهندوراس لأنه “لا يمكنهم دخول المكسيك بهذه الطريقة.”

وقد ثبط ترحيل هؤلاء المهاجرين، الذين بدوا بملابس ممزقة أو ملطخة نتيجة محاولاتهم المتكررة للعبور، عزيمة القافلة ككل، وسط تخوف من رد فعل الحرس الوطني المكسيكي.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرها السنوي، المكسيك بانتهاك حقوق المهاجرين الذين يعبرون أراضيها في محاولة للوصول للولايات المتحدة لطلب اللجوء.

من جانبها، وردا على قرار المعهد الوطني للهجرة تعليق ولوج جميع المنظمات غير الحكومية مؤقتا إلى مراكز إيواء المهاجرين، قالت مديرة برنامج الأمريكتين في منظمة العفو الدولية، إريكا غيفارا روساس، إن هذا “القرار التعسفي يعيق العمل الأساسي المتمثل في إسداء المساعدة القانونية ومراقبة أوضاع المهاجرين وطالبي اللجوء”.

ورد الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، على هذه الاتهامات بالقول إن حقوق المئات من مهاجري أمريكا الوسطى الذين أوقفتهم القوات المكسيكية “يتم احترامها (..) فنحن نوفر لهم المأوى والعمل وكل شيء”.

وسبق أن هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على الصادرات المكسيكية إذا لم تقم حكومة أوبرادور بوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وخصوصا من غواتيمالا والهندوراس والسلفادور.

ونشرت المكسيك، إثر ذلك، نحو 21 ألف جندي على حدودها، ما مكن من خفض تدفق المهاجرين نحو الولايات المتحدة بنسبة 56 في المائة بين شهري ماي وشتنبر الماضيين.

وكان آخر إجراء اتخذته السلطات المكسيكية هو قبول فقط طالبي اللجوء الذين يدخلون البلاد بشكل قانوني، من خلال التوجه للمراكز الحدودية الرسمية. وقد دفع هذا الإجراء المهاجرين إلى الانتظار في جنوب المكسيك لعدة أسابيع أو أشهر قبل أن يتمكنوا من تقديم طلبهم دون عبور البلاد للوصول إلى الحدود الأمريكية.

وفي تشياباس، جنوب البلاد، دفع الوضع الذي أفرزه هذا الإجراء المرشحين للهجرة إلى اختيار حل أسرع، رغم تكاليفه ومخاطره، حيث يلجؤون إلى خدمات المهربين الذين يدفعون لهم مقابل مساعدتهم على عبور الأراضي المكسيكية للتسلل إلى الولايات المتحدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.