الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يحسم في مشاركته في ائتلاف حكومي

0

 أطلق الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني، اليوم الثلاثاء، عملية التصويت على اتفاق تشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، في حلقة جديدة من مسلسل الازمة السياسية غير المسبوقة في تاريخ البلاد، والتي سيتحدد فيها مصير تشكيل حكومة جديدة بعد نحو نصف عام على انتخابات البوندستاغ.

ومن المقرر أن يشارك في عملية التصويت التي ستتم عبر البريد ، أزيد من 450 الف عضو في الحزب، والتي ستتواصل الى غاية ثاني مارس، فيما سيتم الاعلان عن نتيجة التصويت يوم 4 مارس المقبل، وفق ما أفادت وسائل الاعلام الالمانية.

وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الذي يضم حزب ميركل وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي قد توصلا الى اتفاق حول تشكيل ائتلاف حكومي بعد مفاوضات عسيرة. 

غير أنه ومنذ الاعلان عن هذا الاتفاق وعن توزيع الحقائب الوزارية في الائتلاف المحتمل، يعيش أكبر حزبين في ألمانيا على صفيح ساخن، حيث شهد الحزب الاشتراكي الديمقراطي أزمة حول توزيع المناصب أدت الى استقالة رئيسه مارتن شولتس بعد تخليه عن سعيه الى تولي منصب وزير الخارجية فيما تعرضت ميركل لوابل من الانتقادات داخل حزبها ، الذي آخذها على تقديم الكثير من التنازلات والتخلي عن حقائب وزراية هامة من قبيل وزارة الداخلية للاشتراكيين. 

وتبقى نتيجة عملية التصويت غير مؤكدة في ظل الازمة التي يشهدها الحزب الاشتراكي وتزايد الانقسامات داخله، مما يهدد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا في الدخول في نفق مسدود ، حيث انه في حال التصويت بلا على اتفاق الائتلاف، فسيتم اللجوء الى انتخابات جديدة أو محاولة ميركل قيادة حكومة أقلية – مما سيؤدي في جميع الاحوال الى مزيد من عدم اليقين السياسي، بحسب المراقبين.

ونقلت صحيفة “فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ” الصادرة اليوم الثلاثاء ، عن اندريا ناليس، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب والمرشحة لرئاسته قولها “ما اذا كنا سندخل في ائتلاف كبير جديد في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ليس قرارا بيد قيادة الحزب لوحدها، نحن الاشتراكيون الديمقراطيون نتخذ هذا القرار سويا”.

وأضافت اليومية نقلا عن ناليس التي تتنقل كثيرا في البلاد لإقناع أعضاء الحزب بمحتوى الاتفاق والتي ترغب في أن تكون أول امرأة تتولى رئاسة الحزب في مؤتمره المقرر في 22 أبريل، قولها “النجاح يستحق ان نكافح من أجله”.

وتأتي عملية التصويت في الوقت الذي كشف فيه استطلاع للرأي أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، تخطى الحزب الاشتراكي الديمقراطي وذلك للمرة الأولى في استطلاع على مستوى البلاد ليصبح ثاني أكبر حزب ألماني.

وأفاد الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “إنسا” لصالح صحيفة بيلد الشعبية الألمانية الواسعة الانتشار ، أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تراجع بنقطة واحدة مئوية إلى 15.5 في المئة وتقدم حزب البديل بواحد في المئة ليسجل 16 في المئة.

وأضاف أن الاتحاد المسيحي سجل تقدما بنسبة 2.5 في المئة ليصل إلى 32 في المئة.

والى ذلك، تواصل شبية الحزب بقيادة كيفن كونيرت، معارضتها لتشكيل ائتلاف مع حزب ميركل حيث تعتزم القيام بالتعبئة فى جميع انحاء المانيا في الايام القادمة في محاولة لاقناع الاعضاء بعدم التصويت لفائدة الائتلاف الذين يرون انه سيحول دون تجديد الحزب وضخ دماء جديدة فيه بعد خسارته للعديد من الاصوات في انتخابات شتنبر الماضي وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الاخيرة. 

وشهد الحزب ارتفاعا في عدد المنخرطين بنحو 000 25 في الأسابيع الأخيرة، في ظل تكهنات بأن العديد من الأعضاء الجدد انضموا للحزب على وجه التحديد لمعارضة الائتلاف الكبير. 

يشار الى أن الحزب المسيحي الديمقراطي سيعقد بدوره مؤتمره في برلين في 26 فبراير الجاري حيث سيصوت المندوبون على الائتلاف. ومن المتوقع الحصول على تأييد بأغلبية واضحة.

وفي حال تصويت الاشتراكيين لفائدة الائتلاف، ستكون ميركل الرابح الاكبر لضمان ولاية رابعة وإنقاذ مستقبلها السياسي في أعقاب حصول حزبها على نتائج مخيبة في الانتخابات التشريعية في شتنبر الماضي وفشلها في تشكيل ائتلاف مع الخضر والليبراليين. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.