هيثم بن طارق سلطان عمان الجديد يتعهد بمواصلة سير خلفه السلطان قابوس

0

بعد تنصيبه سلطانا جديدا لعمان خلفا للراحل سلطان قابوس الذي وافته المنيه اليوم السبت، أكد السلطان هيثم بن طارق تمسكه بثوابت بلاده القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول.

وبذلك يكون السلطان الجديد قد رسم مستقبل علاقات السلطنة بمحيطها الإقليمي والعالم والتي خطها سلفه قابوس بن سعيد بفضل ما يعرف إعلاميا ب”الدبلوماسية الصبورة” والتأثير الناعم للسلطنة في مجمل القضايا الحارقة بالمنطقة.

فبحكم موقعها في الخليج المطل على مضيق هرمز وبحر ع مان، اختارت السلطنة في عهد قابوس بن سعيد مسلكا يقيها من أمواج الصراعات السياسية التي نشطت في منطقة الخليج منذ 1979، فآثرت أن تبقى حاضرة في المشهد السياسي الخليجي والعربي محافظة على خط الحياد الإيجابي والعمل على بناء دبلوماسية نشطة في تشييد جسور الحوار والتواصل بين الفرقاء المتصارعين، خصوصا الولايات المتحدة وإيران.

وهكذا، يظل “الاستمرار حارس الاستقرار” العنوان الذي سيواصل تأطير السياسة الخارجية للسلطنة التي ظلت على الخمسة عقود الماضية متمايزة عن التقلبات والصراعات التي شهدتها المنطقة، بل وخطت لنفسها طريقا لتصبح جسرا للتواصل لم ينقطع حتى مع أشد البلدان حساسية في الشرق الأوسط، كإسرائيل وإيران.

ففي كلمة خلال مراسيم تنصيبه اليوم السبت بناء على وصیة السلطان قابوس، أكد السطان هيثم بن طارق استمراره في سياسات السلطان الراحل، وهي سياسات أمنت استقرار السلطنة وسط العواصف التي تهب على منطقة الخليج والشرق الأوسط، مشددا على ضرورة العمل على النأي بالمنطقة العربية عن الصراعات والخلافات.

كما أكد تمسكه بالحفاظ على عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، مشددا على دفع مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومواصلة دعم جامعة الدول العربية وتحقيق أهدافها، والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات.

وعلى الصعيد الداخلي، أكد السلطان هيثم بن طارق، المضي قدما على نهج السلطان الراحل في تطوير وتقدم السلطنة التي شهدت، منذ تولي قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في يوليوز 1970، نهضة شاملة حولتها من دولة فقيرة تعتمد على الزراعة البداعة وصيد الأسماك، إلى دولة حديثة.

وكان السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، في وقت سابق اليوم، اليمين القانونية سلطانا تاسعا لع مان، في انتقال سلسل للسلطة، إثر الكشف عن وصية السلطان الراحل قابوس بن سعيد الذي توفي ليلة الجمعة السبت.

والسلطان الجديد هو ابن عم نظيره الراحل، ويعود أصله للمؤسس الأول للدولة البوسعيدية (الإمام أحمد بن سعيد ) عام 1741، التي تتولى أسرته حكم البلاد، وتعد من أقدم الأسر العربية الحاكمة بصورة متواصلة.

ولد السلطان ھیثم بن طارق بن تیمور آل سعید في عام 1954 وشغل منصب وزیر التراث والثقافة في 2002 وعمل مبعوثا خاصا للسلطان قابوس بن سعید فضلا عن تولیه رئاسة لجنة الرؤیة المستقبلیة (عمان 2024).

كما شغل سابقا العدید من المناصب في وزارة الخارجیة العمانیة منھا الأمین العام ووكیل الوزارة للشؤون السیاسیة ووزیر مفوض. وتولى رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم بین عامي 1983 و1986 وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسیویة الشاطئیة الثانیة التي أقیمت في مسقط عام 2010، إضافة الى رئاسته الفخریة لجمعیة الصداقة العمانیة – الیابانیة.

وتنص المادة السادسة من القانون الأساسي للسلطنة على أن الأسرة المالكة یجب أن تختار سلطانا جدیدا في غضون ثلاثة أیام من خلو المنصب. وبحسب المادة الخامسة من الدستور العماني، فإن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور من ذریة السید تركي بن سعید بن سلطان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.