فرنسا: انطلاق موسم التخفيضات وسط ارتياب التجار المتضررين من الإضرابات

0

جليلة عجاجة: انطلق موسم التخفيضات الشتوية رسميا أول أمس الأربعاء في فرنسا وسط حالة من الارتياب بشأن قدرة المتاجر، التي أضعفتها أصلا المنافسة الإلكترونية ، على تعويض الخسائر التي تكبدتها بسبب أزيد من شهر من الاضرابات احتجاجا على مشروع إصلاح نظام التقاعد.

وتم تقديم موسم التخفيضات الشتوية لعام 2020 ، والذي يحظى بإقبال كبير من قبل الفرنسيين والسياح للقيام بالتسوق أو استكمال مشترياتهم بأسعار تنافسية ، بأسبوع في بعض الدوائر الحدودية والاراضي ما وراء البحار حتى لا يتزامن مع موسم التخفيضات في البلدان الحدودية و الهدف من ذلك تجنب المنافسة الشديدة من البلدان المجاورة.

وأعطيت الانطلاقة الرسمية لهذه الفترة من التخفيضات أول أمس الأربعاء في محلات “غاليري لافاييت” الشهيرة في باريس من قبل وزير الاقتصاد والمالية برونو لو ماير.

ولأول مرة في فرنسا ، ستستمر تخفيضات الشتاء أربعة أسابيع ، مقابل ستة أسابيع سابقا. وتم تقليص الفترة “بناء على طلب من التجار والحرفيين لجعل الفترة أكثر كثافة” ، حسب الحكومة.

وبدأت فترة التخفيضات حسب مواعيد زمنية مختلفة حيث انطلقت في شرق فرنسا يوم الخميس 2 يناير لتستمر حتى 29 من الشهر الحالي فيما انطلقت في باقي مناطق البلاد يوم الأربعاء 7 يناير لتستمر الى غاية 4 فبراير.

وعلى الرغم من تعدد التخفيضات على مدار العام ، من خلال المبيعات الخاصة ، أو يوم الجمعة الاسود وغيره ، إلا أن 80 في المائة من الفرنسيين يخططون للاستفادة منها هذا الشتاء ، وفق ا لمسح أجراه معهد (إفوب) في ديسمبر الماضي بين 1003 شخص ، مع متوسط إنفاق يقدر بـ 193 يورو.

وترغب المتاجر في باريس ، من الاستفادة من موسم التخفيضات ، بعد أن عانت مسبقا من مظاهرات “السترات الصفراء” في العام الماضي وهي الان تواجه مرة أخرى صعوبات بسبب الإضرابات ضد مشروع إصلاح نظام معاشات التقاعد ، والذي يشل العاصمة الفرنسية منذ 5 ديسمبر.

وبالفعل فان الرهان كبير بالنسبة للتجار ، لان التخفيضات الشتوية والصيفية تشكل ، حسب الخبراء ، 30 في المائة من حجم المبيعات السنوية ، خاصة الملابس.

وقد سجل اتحاد التجار المستقلين خسارة بنسبة 20 في المائة في ديسمبر، همت جميع القطاعات وناقص 30 في المائة و 40 في المائة في قطاع الفنادق والمطاعم في باريس ، بسبب الإضرابات.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير للصحفيين “آمل أن تكون فترة التخفيضات هذه ناجحة للتجار. “لقد قمنا بتقليصها من ستة إلى أربعة أسابيع لإعطاء مزيد من الدينامية للمبيعات التي آمل أن تدعم التجارة”.

وأضاف “هناك الكثير من المتاجر االتي تأثرت بالإضرابات ومنيت بخسارة في رقم المعاملات تصل إلى 40 بالمائة. نحن هنا لمساعدتهم وتم اتخاذ تدابير للقيام بذلك” مشيرا بالخصوص الى التدابير الرامية إلى التخفيف من التكاليف وتدابير التكفل بالبطالة التقنية وتخفيف الضرائب.

كما أعرب برونو لو ماير عن أمله في أن تكلل فترة المبيعات بالنجاح، مضيفا “مهما حدث ، سنقف الى جانب التجار كما كنا منذ بدء الإضرابات وسنستمر في الأيام القادمة”.

وأقر المدير العام لمتجر “برانتون هاوسمان” الباريسي الشهير ، بيير بيلاري ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بتأثير الاضرابات على رقم المعاملات قائلا “في شهر ديسمبر ، قدر تأثير الإضرابات على رقم المعاملات بحوالي 20 في المائة ، وإذا استمرت الإضرابات ، فسيكون الامر أصعب أكثر فأكثر”، معربا عن أمله في أن تكون التخفيضات بشارة خير.

وأضاف “بالنظر إلى تأثير الإضرابات على حركة المرور ، نحن راضون تماما عن التداولات الأولى والحسابات الأولى يوم الأربعاء”.

وحسب استطلاع للرأي أوردته وسائل الإعلام المحلية ، فانه على الرغم من الإضرابات في مجال النقل ، وخاصة في باريس ،فان “58 في المائة من المستهلكين الفرنسيين أكدوا أن سياق الحركات الاجتماعية الحالية لن يكون له تأثير على مشترياتهم ، و أن 2 في المائة سوف يخصصون ميزانية أعلى لذلك “، قد يبعث هذا الاطمئنان في قلوب التجار!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.