صحيفة كويتية: “قصر آسا” فضاء جامع لتاريخ وثقافة وتراث جنوب المغرب

0

كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية، في عددها اليوم الجمعة، أن “قصر آسا” المرابط على التلة المحاذية لواحة أسا بجنوب المغرب، يمثل فضاء جامعا للتاريخ والثقافة والتراث الصحراوي للمغرب، يصل ما بين (قصور) وادي درعة والفضاء الصحراوي، وحلقة يندغم فيها التراث المادي واللامادي للمنطقة.

وذكرت الصحيفة، في مقال تحت عنوان “قصر آسا .. منارة التراث الصحراوي في المغرب”، للكاتب الصحفي الكويتي نايف شرار، أن أهمية قصر أسا، الذي قال إن أبراجه وأسواره توقع لدى الزائرين “الإحساس بالثقة والأمان”، تأتي من كونه أكبر القصور على مستوى المغرب من حيث حجمه وامتداده وإطلالته على واجهتين مختلفتين، وأيضا بالنظر الى رمزيته المتميزة التي تكشف عن حضارة محلية جمعت بين الطابعين البدوي والحضري، وقامت حوله زاوية آسا بما عرف عن إشعاع علمائها، الذي اتسع مداه منذ القرن السادس عشر إلى كبريات الحواضر الإسلامية في الجنوب، خاصة من خلال حركة القوافل.

ووفقا لهذه الرؤية، يكون “قصر أسا”، يضيف الكاتب، قد ساهم في ترسيخ التقاليد الثقافية التي تآلف عليها السكان “الموزعون بين التقاليد البدوية وتقاليد الر حل، وبين مظاهر الاستقرار التي كرست أنماطا جديدة في العيش ورسخت التعايش والتكامل بين فئات الساكنة بمختلف شرائحهم وخلفياتهم الثقافية”.

وحرص الكاتب على تأكيد أنه إذا كان زحف المدنية الحديثة بات يرهن في كثير من المناطق عددا من المعالم الأثرية التي ترمز لتاريخ الإنسانية، فإن (قصر آسا) “يمكن أن يشذ عن هذه القاعدة نظرا لموقعه الذي يجعله في منأى عن التهديدات”، خاصة بعد إقامة الطريق الرئيسي على الجهة المقابلة للواحة، وتوسيع المدينة الجديدة في مساحة تبعد نسبيا عنه، فضلا عن استفادته من طبيعة التضاريس التي جعلته محميا من المؤثرات التي يمكن أن يحدثها التطور المتسارع للمدينة.

وبعد عرض استحضر مكونات القصر وخصوصيته الهندسية وتاريخ تأسيسه، نوه المقال بالجهود التي بذلتها وكالة تنمية وإنعاش الأقاليم الجنوبية للحفاظ على الع مق التاريخي والثقافي للموقع وحمايته عبر تعزيز شبكة الأسوار القائمة وم باشرة تأهيلها وإصلاحها للأبواب الرئيسية للقصبة، قبل تهيئة الممرات السياحية، التي تقود الزوار إلى الاستمتاع بمعالم (القصر) وبآثاره.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.