اختتام أشغال الدورة ال46 لأكاديمية المملكة المغربية

0

اختتمت أكاديمية المملكة المغربية، مساء امس الخميس بالرباط، أشغال دورتها الـ46، المنظمة حول موضوع “آسيا أفقا للتفكير، تجارب في التحديث والتنمية”، وجرت من خلال ثلاث محطات خُصصت للصين والهند واليابان.

وأكدت الأكاديمية، في بلاغ لها، أن هذه الدورة، شهدت مُداخلات ومحاضرات رفيعة المستوى لخبراء قدموا من البلدان الثلاث ومن مناطق أخرى من العالم تناولت تجارب التحديث بمختلف جوانبها الاقتصادية و الثقافية.

وأضافت أن هذا الأمر أتاح للنخب الأكاديمية المغربية افتحاص هذه التجارب وبحث عناصر النجاح فيها وعيا من الأكاديمية بأن أحد أدوارها الطلائعية، هو خلق فضاء للتفكير الاستراتيجي الهادف إلى مرافقة الرهان المغربي في بناء نهضته وتحديث مجتمعه وفق نموذج تنموي يتجاوب مع مقوماته ويستجيب لتطلعاته.

وأشارت إلى أن “المغرب دخل منذ مدة مرحلة مخاض فكري عميق محوره تجديد نموذجه التنموي في سياق تحولات كبرى يعرفها عالم اليوم”.

وذكر البلاغ أن هذه الدورة جسدت استكشاف لعوالم ذات عُمق حضاري كبير، واجهت عبر تاريخها الطويل تحديات جسام، بل واستطاعت تحقيق أداء اقتصادي وقفزات إصلاحية مكنتها من احتلال مواقع رائدة في الاقتصاد المعولم، مؤكدا أن القوى الثلاث (الصين، الهند، اليابان) باتت عبارة عن تجارب غنيّة جديرة بالدراسة والاهتمام.

واعتبر المصدر ذاته، أنه رغم الاختلاف الذي يميز هذه القوى الثلاث على مستوى التاريخ والثقافة والمُعتقد والنظام السياسي، فإن بعض المحاور كانت حاضرة بالنسبة لها جميعا، مشيرة في هذا الصدد إلى جوانب التكامل بين التقليد والتحديث، والنهوض بالتصنيع والتكنولوجيا، وتجاوز كل التناقضات أو المفارقات الاجتماعية والانخراط على نحو جيد في العولمة.

وأشار إلى أنه تم خلال هذه الدورة التطرق للعلاقات التي تربط المغرب بالدول الآسيوية الثلاث رغم بُعد المسافة، حيث تم التأكيد على أهمية الإصلاحات التربوية والبحث العلمي وآليات الحكامة واستلهام التراث الروحي والديمغرافي في نجاح كل تجربة تنموية مهما كانت.

وذكر البلاغ، في هذا الصدد، بالكلمة الافتتاحية لأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، السيد عبد الجليل لحجمري، التي جاء فيها أن “هذه الدورة ستعالج قضايا و إشكالات أبرزها، التجارب الحداثية و تحدياتها في دول الصين و الهند و اليابان، والتحولات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية التي عرفتها هذه الدول، وانخراطها في منظومة القيم الكونية، منها العولمة، وكذا مد جسور التعاون بين هذه الدول و المغرب و إفريقيا”.

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الدورة “تروم، من خلال انفتاحها على بحوث ودراسات متخصصين و خبراء و منظرين استراتيجيين في البلدان الآسيوية و الأوروبية و العربية و الإفريقية، تبادل الخبرات و التجارب التنموية، وتطوير البحوث في مختلف ميادين المعرفة، وذلك وعيا منها بأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب، وما يضطلع به من دور يجعله صِلةَ وصل و أداة ربط بين الأمم و الحضارات”.

وخلال اختتام دورتي الصين واليابان، يضيف البلاغ، تم تنظيم حفلي تكريم لعضوي الأكاديمية المرحوم الأستاذ محمد بنشريفة، والأستاذ عبد اللطيف بنعبد الجليل، حيث أُلقيت خلال الحفلين كلمات أشادت بسيرة وجليل أعمال كل منهما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.