الجناح المغربي ب”مهرجان الشيخ زايد” بأبوظبي : جمالية التصميم ومنتوجات يدوية تحمل في طياتها عبق تاريخ المملكة العريق

0

ابراهيم بنحمو: بجناح مميز يتسم بجمالية المعمار، يتوسط الفضاء الواسع الذي يحتضن فعاليات “مهرجان الشيخ زايد التراثي” بمنطقة الوثبة بأبوظبي بالامارات العربية المتحدة، يشارك المغرب في هذه التظاهرة التراثية العالمية، حيث يعرض صناع تقليديون مغاربة منتوجات يدوية غاية في الروعة تحمل في طياتها عبق التاريخ العريق للمملكة.

وككل سنة يشكل الجناح المغربي قبلة لا محيد عنها لآلاف الزوار من مختلف الجنسيات الذين يتوافدون على المهرجان، الذي تتواصل فعالياته الى غاية فاتح فبراير المقبل، للوقوف عن كثب على أجواء فن العيش المغربي والصناعة التقليدية التي توارثتها الاجيال المغربية على مر القرون.

ويتضمن هذا الجناح ،الذي يمتد على مساحة 2500 متر مربع وتؤطره مؤسسة دار الصانع تحت إشراف وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، أروقة تعرض تحفا فنية أبدعتها أنامل حرفيين قدموا من مختلف جهات المملكة، علاوة على الطبخ المغربي وفقرات موسيقية تعكس غنى التراث الفني للمملكة.

ويستضيف هذا الجناح، الذي تم تصميمه على شكل قرية تراثية، 20 صانعا تقليديا يمثلون عددا من التعاونيات؛ منها اثنتان من ذوي الاحتياجات، من خلال ورشات يتفنن فيها هؤلاء الحرفيون في ابداع منتوجات في عين المكان تهم صناعة الحلي والمنتوجات النباتية والجلد والفخار والنحاسيات والطرز ونسج الزرابي التقليدية، لاسيما زربية تازناخت ذائعة الصيت.

وقالت سميرة المجاهد، المسؤولة عن المديرية الادارية والمالية بالنيابة بمؤسسة دار الصانع، المشرفة على الوفد، إن “مهرجان الشيخ زايد التراثي” الذي يعرف مشاركة وفد مغربي يتكون من 60 فردا، يمثل موعدا سنويا للتعريف بفن العيش المغربي وفرصة بالنسبة للصناع التقليديين لتسويق منتوجاتهم والانفتاح على الأذواق الجديدة، لاسيما في ظل مشاركة حوالي 40 بلدا.

وأضافت السيدة المجاهد أن الجناح المغربي، الذي يعد الوحيد في المهرجان الذي يعرض منتوجات يدوية للصناعة التقليدية، يتضمن علاوة على فضاء الصناعة التقليدية خيمة صحراوية تشرف عليها جمعية ألموكار المنظم الرسمي لمهرجان طانطان الثقافي، ومتحفا يعرض تحفا غاية في الجمال تعكس براعة الحرفي المغربي، علاوة على فرقتين موسيقيتن للطرب الأندلسي والغناء الشعبي “كناوة” تضفيان على المكان أجواء الفرحة من خلال مقطوعات موسيقية مغربية أصيلة تشنف بها أسماع الزوار .

ومن جانبه، اعتبر محمد الكرناني صانع تقليدي في مجال النحاسيات، قدم من مدينة فاس، ان المهرجان يشكل فرصة سانحة لإبراز منتوجات الصناعة التقليدية المغربية، مؤكدا الاقبال الكبير الذي يحظى به الجناح من لدن الزوار من مواطني دولة الامارات والمقيمين بها وكذا أعضاء وفود الدول المشاركة علاوة على أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد العربي الشقيق.

وسجل الكرناني الاعجاب الكبير الذي يبديه هؤلاء الزوار بمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية بالنظر الى ما تمثله من أصالة عريقة لحضارة متعددة المكونات والروافد .

وتجدر الاشارة الى أن فعاليات “مهرجان الشيخ زايد التراثي” في دورته الحالية التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، تحت شعار “أرض الإمارات ملتقى الحضارات”، تعرف تنوعا في المكونات والفعاليات، منها حي “حضارة الإمارات” الذي يضم أروقة ومعارض وعروض فولكلورية محلية، وحي “الحضارات العالمية” الذي يستضيف أجنحة تجسد الموروث الثقافي والشعبي العالمي لأكثر من 40 دولة خليجية وعربية وعالمية مدعمة بمسارح لتقديم عروضها الفولكلورية.

وسيكون زوار المهرجان أيضا على موعد مع أكثر من 3000 فعالية ثقافية على مدى أيام المهرجان و100 ورشة عمل للأطفال و24 حيا تراثيا تقليديا، إضافة إلى 500 محل تعرض المنتجات التراثية التقليدية من مختلف قارات العالم.

كما يتضمن هذا الموعد السنوي، الذي ينطلق تزامنا مع احتفالات اليوم الوطني الـ 48 للامارات، العديد من المسابقات التراثية، من بينها مسابقة أجود أنواع التمور ومسابقة الأكلات الشعبية التي ينظمها “الحي الإماراتي”، وعروض لركوب الخيل والهجن، وألعاب نارية ضخمة، وأهازيج شعبية محلية وعالمية، علاوة على رياضات تشويقية حيث يقدم نجوم عالميون عروضا للدراجات النارية والشاحنات العملاقة، اضافة الى سحوبات يومية وأسبوعية على العديد من الجوائز العينية والنقدية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.