بوكوس: المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية راكم تجربة “هامة” في مجال تدريس الأمازيغية للصغار لكنها تبقى “متواضعة” بالنسبة للكبار
أكد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، اليوم الأربعاء بالرباط، أن المعهد راكم، منذ إحداثه سنة 2001، تجربة “هامة” في مجال تدريس الأمازيغية للصغار، لكنها تبقى “متواضعة” بالنسبة للكبار.
وأبرز بوكوس، الذي كان يتحدث ضمن الجلسة الافتتاحية لندوة وطنية حول موضوع “تطوير تدريس اللغة الأمازيغية للكبار في ضوء تجارب تدريس اللغات الحية بالمغرب” ينظمها مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية التابع للمعهد، أن “التجربة المتواضعة والضئيلة جدا لتدريس الأمازيغية للكبار، مردها غياب إطار مرجعي يحدد معالم تدريس الأمازيغية وطرائق تدريسها”.
ولتجاوز هذه الوضعية، شدد بوكوس على ضرورة الاطلاع على تجارب بعض المؤسسات، سواء العمومية أو الخاصة، التي لها باع في مجال التدريس اللغوي بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين، والتي نجحت بفضل خبرتها الديداكتيكية والمنهجية في تدريس اللغات لكافة الفئات.
وبعد أن ذكر بأن هذه الندوة تندرج في إطار تفعيل القانون التنظيمي المتصل بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وخاصة في مجال التعليم، عبر عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن أمله في أن تسهم الخلاصات التي ستخرج بها في الدفع بالعملية التعليمية للغة الأمازيغية، باعتبارها أحد الروافد اللغوية للمغرب.
من جهته، أكد مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد، السيد عبد السلام خلفي، أن تعليم اللغة الأمازيغية للكبار عرف “تزايدا ملحوظا” خلال السنوات الأخيرة في الأوساط العلمية والجامعية وبالمعاهد العليا والمؤسسات العمومية.
ونظرا لأهمية تدريس الأمازيغية للكبار، أفاد خلفي بأن المعهد بصدد إصدار دليل موجه لتدريس الأمازيغية في المعاهد العليا، ساهم في إعداده خبراء وباحثون منتمون إلى المركز، من خلال وضع برامج وتدريس اللغة الأمازيغية في العديد من المؤسسات ككلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، والمعهد الملكي للإدارة الترابية والمعهد العالي للإعلام والاتصال.
ونوه المتحدث بالمناسبة بالمجهودات التي يبذلها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مجال التدريس، خاصة في المرحلة الابتدائية، من خلال إنتاج العديد من الحوامل البيداغوجية وتكوين الأساتذة والمؤطرين والمكونين، والقيام بالعديد من الدراسات التشخيصية والمساهمة في التكوين على صعيد شعب وماسترات اللغة الأمازيغية.
وخلص خلفي إلى القول إن “تدريس اللغة الأمازيغية، رغم تطوره الملحوظ، لا يزال محتاجا إلى تطوير التجربة وإلى مضاعفة الجهود عبر استحضار التجارب الوطنية الأخرى في مجال تدريس اللغات للكبار”.
وتهدف هذه الندوة الوطنية، التي تسلط الضوء على الحاجة والرغبة الملحة لتطوير وإثراء ما توافر في ميدان تعليم وتعلم الأمازيغية للكبار، إلى إتاحة الفرصة أمام المهتمين والفاعلين التربويين والممارسين في مجال تدريس اللغات بالمؤسسات النظامية وغير النظامية والمراكز اللغوية لمناقشة القضايا المرتبطة بهذا الميدان، وتبادل الرؤى وتقاسم التجارب الناجحة منها.
وتبعا لتلك الأهداف، تقترح الندوة المساهمة بمداخلات تعرف بالتجارب الخاصة بالأمازيغية وباللغات الأخرى (العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الصينية، الكورية…) أخذا بعين الاعتبار الأطر المرجعية المؤطرة لكل تجربة؛ والمقاربات والطرائق المعتمدة في كل تجربة؛ والبرامج والكتب الدراسية المعتمدة؛ والحوامل المساعدة في التدريس؛ وع د د تكوين المدرسين والمنشطين؛ وسبل استثمار تكنولوجيا المعلومات والتواصل في تيسير تدريس تلك اللغات للكبار.
وفي هذا السياق، سيتدارس هذا اللقاء محورين أساسيين، يتعلق الأول بـ”تدريس اللغات الحية للكبار الناطقين بغيرها .. الأطر المرجعية، المقاربات والبرامج”، فيما سينكب الثاني على “تدريس اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة ثانية بالمغرب.. التجارب والمضامين والاستراتيجيات والوسائل”.
وسيسلط المتدخلون خلال هذه الندوة الضوء على تجارب بعض المؤسسات، وطنيا ودوليا، في تعليم اللغة الأمازيغية للكبار، ومنها تجربة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من أجل تثمين الجوانب الإيجابية فيها، ومعالجة جوانب الضعف والقصور الذي يعتريها.
كما سيتوقف المشاركون عند المعينات المساعدة على تيسير تعلم الأمازيغية، والطلبات المتزايدة لتعلمها نطقا وقراءة وكتابة، استنادا إلى أطر مرجعية واضحة وبرامج ملائمة، وتوظيف خبرة أطر مؤهلة وذات تكوين متين قادر على استثمار وتوظيف مختلف الحوامل المساعدة في التدريس، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصال وفق الطرائق والمنهجيات الحديثة المتعارف عليها في هذا المجال.