أمزازي يستعرض في برلين خارطة الطريق الجديدة للتكوين المهني

0

استعرض وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، سعيد أمزازي اليوم الاربعاء في برلين الخطوط العريضة لخارطة الطريق المتعلقة بتطوير التكوين المهني وإحداث مدن المهن والكفاءات في كل جهة.

وأبرز الوزير خلال مشاركته في جلسة نقاش نظمت في إطار المنتدى الألماني الافريقي الأول حول التكوين المهني والتربية، أن جلالة الملك محمد السادس يولي اهتماما كبيرا للتكوين المهني باعتباره رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لاسهامه في تأهيل الشباب من أجل ولوج سوق الشغل وفي جذب الاستثمارات الاجنبية. وقال السيد أمزازي إن “خارطة الطريق الجديدة التي نحن بصدد توفير الشروط المناسبة لتفعيلها في الشهور المقبلة، تعد نموذجا تربويا غير مسبوق يعزز توظيف الشباب والقدرة التنافسية للأعمال وجذب المستثمرين الأجانب”.

وأشار في هذه الجلسة التي تمحورت حول موضوع “الميثاق مع إفريقيا: الخبرة في مجال التعليم والتدريب المهني والتعاون مع القطاع الخاص”، أن هذا المشروع يقوم بالاساس على إعادة هيكلة نظام التكوين المهني الحالي، وإحداث مدن المهن والكفاءات في كل جهة، واعتماد مقاربة بيداغوجية بالكفاءة والتمكن من اللغات الاجنبية، ووضع برامج لتأهيل الشباب لولوج سوق الشغل، ومراجعة التوجه نحو التكوين المهني.

كما استعرض المسؤول المغربي تجربة المغرب في مجال التكوين المهني والتي يضعها رهن إشارة بلدان إفريقيا جنوب الصحراء في إطار التعاون جنوب/جنوب.

وتم في أعقاب هذه الجلسة التي حضرتها سفيرة المغرب بألمانيا السيدة زهور العلوي، التوقيع على مذكرة تفاهم بين المغرب وألمانيا تهم إنشاء مجموعة (كلاستر) لصناعة التلحيم بشراكة بين مقاولات وجمعيات ومؤسسات تربوية ألمانية ومغربية بهدف النهوض بقطاع التلحيم في المغرب. ومن المنتظر أن يساهم المشروع في تكوين وتأهيل 2600 مستفيد. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المنتدى، قال السيد أمزازي إن ألمانيا تتوفر على خبرة كبيرة في مجال التكوين المهني بحكم العدد الكبير من الصناعات المختلفة في مجالات كبرى ولاعتمادها أيضا على نظام التناوب بين التعليم والتكوين المهني.

وأضاف أن ألمانيا التي تقوم بتصدير هذه الخبرة، واكبت المغرب مند بداية 2000 ، لتطوير هذا النموذج التكويني في الوسط المهني حيث تم إطلاق أول تجربة والمعروفة بمراكز التمرس المهني في المقاولات لاسيما في قطاعات النسيح والصناعة التقليدية والجلد.

وتابع أنه يتم اليوم أيضا تطوير هذا النموذج من خلال مواكبة مشروع وطني هام في الطاقات المتجددة ولاسيما عبر دعم معاهد التكوين المهني في مجال الطاقات المتجددة بوجدة و طنجة في ما سيتم فتح معهد آخر قريبا في ورازازات. ولفت الى أن المغرب يعمل أيضا على نقل تجربته في مجال التكوين المهني الى البلدان الافريقية مبرزا “نحن الان بصدد مواكبة عدد كبير من الدول الافريقية لانشاء معاهد للتكوين المهني في بلدانهم أو استقطاب المتدربين من أجل التكوين او مواكبة بعض وزارات التكوين المهني في افريقيا لوضع برامج للتكوين المهني”.

كما قام البنك الافريقي للتنمية، يضيف الوزير، برصد ميزانية كبرى لفائدة دول إفريقية لانشاء معاهد للتكوين بمواكبة من قبل المغرب الذي يقوم بدور ريادي في إفريقيا في هذا المجال.

وشكل المنتدى، حسب أمزازي، مناسبة للتطرق الى التحول الرقمي للوحدات الصناعية، داعيا الى ضرورة منح بلدان افريقيا أيضا الامكانية للتكوين في هذا المجال والاستفادة من التجربة الالمانية لكي لا تكون هناك هوة ولكن التقائية بين إفريقيا والدول المصنعة. وحضر المنتدى الألماني الأفريقي حول التكوين المهني والتعليم ، الذي نظمته الجمعية الاقتصادية الالمانية الافريقية ، تحت شعار “تشكيل مستقبل التشغيل” ، كاتب الدولة بوزارة التعليم الالمانية فولف ديتر لوكاس، والعديد من الوزراء الأفارقة المكلفين بالتكوين المهني والتعليم التقني.

وكان أمزازي قد قام على هامش مشاركته في هذا المنتدى، بزيارة لمدينة شتوتغارت الألمانية حيث تباحث مع مايكل كلاين، كاتب الدولة للاقتصاد والعمل والإسكان في ولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غرب) التي تحتضن كبريات الشركات الالمانية لصناعة السيارات والالكترونيك وتكنولوجيا الاتصال . كما زار عددا من المؤسسات الألمانية للاطلاع على التجربة الالمانية في مجال التكوين المهني منها “فيستو ديداكتيك”، الرائدة عالميا في مجال التكوين الصناعي، ومدرسة “هان فيليب ماتهويس” لاستكشاف نموذج التكوين المهني بالتناوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.