اليوم العالمي للفلسفة مناسبة لتجديد التأكيد على أهميتها في فهم القضايا والتحديات المعاصرة

0

ظلت الفلسفة التي تناولت منذ نشأتها إلى اليوم ، تساؤلات وموضوعات وقضايا تهم الإنسان ، محافظة على أهميتها إلى جانب سائر العلوم الإنسانية ، حيث شكلت دائما ملاذا لمناقشة ومقاربة مختلف قضايا العصر.

والفلسفة التي يتم الاحتفال بيومها العالمي في الخميس الثالث من شهر نونبر من كل عام ، كانت ولا تزال توفر مساحة للتأمل والحوار المفتوح حول قيم العقل والحكمة والحرية، كما تفسح مجالا أكبر أمام التفكير النقدي كآلية تساعد المرء على فهم التحديات المعاصرة والإحاطة بها بشكل أفضل.

وليس ذلك فحسب، بل إن الفلسفة أصبحت تحظى بأهمية قصوى في السياق العالمي الحالي الذي تطبعه العولمة ، والتغيرات المناخية ، والتطورات التكنولوجية والرقمية ، حيث تدفع هذه التحولات التي يشهدها العالم إلى المزيد من التساؤل والتفكير في قضايا جديدة لم تكن مطروحة من قبل.

وفي هذا الإطار، ستقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو ) التي تبادر كل سنة ، إلى جانب المجتمع الدولي ، إلى الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة ، بتسليط الضوء هذا العام ، على أهمية الفلسفة على المستوى الإقليمي في النقاشات العالمية حول مجموعة من التحديات المعاصرة كالهجرة والتطرف وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي ، من أجل المساعدة في إحداث تغييرات اجتماعية.

وستحتفل مختلف دول العالم بهذا اليوم من خلال تنظيم أنشطة متنوعة كعقد ندوات ومحاضرات وحلقات للنقاش ومؤتمرات وموائد مستديرة ، وكذا تقديم أعمال وعروض فنية ، يشارك فيها مجموعة من الفنانين والمفكرين والفلاسفة والأساتذة وكل المهتمين بهذا المجال.

وعلى غرار دول العالم، يحتفل المغرب كل سنة باليوم العالمي للفلسفة ، فتخليد هذا اليوم يشكل مناسبة للتأمل في واقع البحث وتدريس هذه المادة بالنظر إلى الدور الذي تضطلع به في تمكين التلاميذ والطلبة من التأمل الهادئ في مختلف القضايا واكتساب فكر وحس نقدي.

فالفلسفة تعنى بمختلف جوانب حياة الإنسان ، عن طريق إعمال الفكر ومناقشة الآراء بعقلانية ، كما تكرس مختلف القيم الإنسانية كالتعايش وقبول الاختلاف والتسامح ونبذ كل أشكال العنف والإقصاء والتهميش، ولذلك، يشكل اليوم العالمي للفلسفة مناسبة للتأكيد على قيمتها الدائمة لتطوير الفكر البشري ، وفرصة للتفكير في دورها ومكانتها في العصر الحالي.

يذكر أن منظمة اليونسكو اعتمدت سنة 2002 الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة ، على أمل تجديد الالتزام الوطني والإقليمي والعالمي بدعم الفلسفة ، وتشجيع التحليلات والبحوث والدراسات الفلسفية لأهم القضايا المعاصرة من أجل الاستجابة للتحديات المطروحة اليوم على البشرية ، وأيضا لتوعية الرأي العام بأهمية الفلسفة ، وتشجيع الناس على تبادل التراث الفلسفي وتوطيد مفاهيم السلام والتعايش والتنوع الثقافي في العالم ، إضافة إلى الوقوف على حالة تدريسها في العالم في صفوف الأجيال المقبلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.