الحدث: جمال بورفيسي
تمر حكومة سعد الدين العثماني بأسوأ أزمة منذ تشكيلها قبل ما يقرب من سنة واحدة، وهي أزمة تهدد وحدتها في حال لم يسارع رئيس الحكومة إلى احتوائها. و إذا كان مفجر الأزمة هو عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، الذي وجه انتقادات شديدة إلى عزيز أخنوش،وزير الفلاحة، خلال مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي، حيث نبهه إلى مخاطر الجمع بين السلطة والمال، وهو ما أثار غضب الوزراء التجمعيين الذين قاطعوا اجتماع الحكومة أمس الخميس، فإن تصريحات رشيد الطالبي علمي وزير الشباب والرياضة بشأن صلاة شباب المخيمات، صبت المزيد من الزيت على نار الخلافات داخل الحكومة، إذ لم يستسغ وزراء “البيجيدي” ما صرح به الوزير، بشأن شعيرة دينية، إضافة إلى التوظيف الإعلامي خارج السياق، لقناة “الجزيرة” للتصريح إذ نشرت صورة لرشيد الطالبي العلمي مرفوقة بتعليق “وزير مغربي: لا توقظوا الأطفال لصلاة الفجر”.
وكان رشيد الطالبي علمي عبر في ندوة عقدها الأربعاء بالرباط خصصها لتقديم مستجدات ملف ترشيح المغرب لمونديال 2026، عن تحفظه بشأن إيقاظ أطفال المخيمات لصلاة الفجر وإجبارهم على الجلوس لساعات في الشمس من أجل صلاة الجمعة.
وتعيش حكومة العثماني ظروفا صعبة، في ظل غياب مييثاق الأغلبية، واستمرار الاحتجاجات في بعض المناطق(جرادة)، والتحديات التي تواجهها الحكومة في ظل استمرار موجة البرد القارس وما يشكله من تهديد لسكان المناطق الجبلية والنائية، إضافة إلى تلويح النقابات بالإضرابات بسبب تعثر الحوار الاجتماعي الذي لم يعرف انطلاقة حقيقية بعد في ظل الحكومة الحالية.
