اليوم العالمي للسكري: مناسبة للتحسيس بأهمية الوقاية من مضاعفات هذا الداء وبحث تقنيات جديدة للعلاج

0

يشكل اليوم العالمي لداء السكري، الذي يخلده المجتمع الدولي غدا الخميس، مناسبة للتحسيس بأخطار هذا المرض وأهمية الوقاية من المضاعفات المرتبطة به، بالإضافة إلى بحث تقنيات جديدة للعلاج .

وتجدد منظمة الصحة العالمية تحذيرها، في هذه المناسبة السنوية، من خطر مضاعفات مرض السكري التي أصبحت تتطور تدريجيا مع زيادة فترة الإصابة بالمرض، وعدم السيطرة عليه بشكل كاف. وهناك العديد من المضاعفات التي قد تصيب مرضى السكري، ومنها الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الذبحة الصدرية، والجلطة القلبية، والسكتة القلبية أو الدماغية، وتصلب الشرايين والإصابة باعتلال الأعصاب، وذلك نتيجة تلف الأوعية الدموية.

كما قد تتسبب مضاعفات داء السكري في اعتلال الكلية، ويحدث ذلك نتيجة تأثير السكري على الأوعية الدموية الموجودة بالكلية التي تقوم بفلترة الدم، واعتلال شبكية العين، حيث يرفع السكري من نسبة الإصابة بالماء الأبيض وارتفاع ضغط العين، كما أنه قد يؤدي للعمى نتيجة الضرر الحاصل في الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين، بالإضافة إلى اعتلال القدم نتيجة إصابة أعصاب القدم بالضرر بسبب قلة التروية الدموية .

ويعتبر داء السكري، الذي تصفه منظمة الصحة العالمية ب”الوباء العالمي” لكونه المسبب الأول للعمى وبتر الأعضاء السفلى للمريض، مرضا مزمنا ينتشر في صمت، حيث أشارت التقديرات الأخيرة للفدرالية الدولية لداء السكري إلى أن ما يقارب 400 مليون شخص عبر العالم مصابون بهذا المرض، وأن ما يعادل شخصا من أصل عشرة، معرض للإصابة بالداء في أفق سنة 2035. كما تتوقع المنظمة أن يحتل السكري المرتبة السابعة في التصنيف بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030.

ومن بين العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، هناك عوامل وراثية، أي وجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري من النوع الأول، وعوامل بيئية مثل التعرض لبعض الفيروسات. كما قد تؤدي بعض العوامل الغذائية إلى الإصابة بالسكري مثل انخفاض نسبة فيتامين (د)، واستخدام الحبوب الكاملة وحليب الأبقار للأطفال قبل عمر الـ 4 أشهر .

وتعد السمنة من أهم أسباب الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، حيث يؤدي الوزن الزائد إلى ارتفاع مقاومة الأنسولين، وخاصة إذا كانت الدهون تتجمع في منطقة البطن والخصر. وهناك كذلك تغييرات هرمونية تحدث نتيجة الإصابة بالسمنة قد تؤدي لحدوث مقاومة للأنسولين، إلى جانب قلة النشاط الرياضي.

وبالنسبة لداء السكري من النوع الأول، لا يمكن منع الإصابة به باعتباره خليطا من عوامل وراثية وبيئية. أما بالنسبة لداء السكري من النوع الثاني وسكري الحمل، فهناك بعض النصائح التي قد تساعد على منع حدوث الإصابة وتشمل تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، وتناول نسب أقل من الدهون والسكريات، كما يفضل التركيز على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة وكذلك تناول الحبوب الكاملة.

وتساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على الوقاية من هذا المرض، حيث يفضل ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يوميا، لأن الحصول على وزن مثالي يقلل فرص الإصابة بداء السكري من خلال الحفاظ على مستويات ضغط الدم ثابتة والحفاظ على مستويات الكوليستيرول والدهون الثلاثية في الدم ثابتة أيضا. وتتواصل على الصعيد العالمي الأبحاث العلمية من أجل تطوير علاجات تقضي على الداء بشكل نهائي أو تقلل من المخاطر الصحية المرتبطة به. وقد تم مؤخرا اكتشاف زرع خلايا في البنكرياس أو في الجسم تعمل على تنظيم إفراز هرمون الأنسولين من أجل ضبط نسبة السكر في الدم .

وبالمغرب، تعتبر وزارة الصحة أن داء السكري يطرح إشكالا بالنسبة للصحة العمومية لعبئه المزدوج، الوبائي والاقتصادي، حيث أن مليوني مغربي تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق يعانون من الداء، نسبة خمسين بالمئة منهم يجهلون إصابتهم بالمرض، كما يتم التعرف على حالات جديدة عبر نظام المراقبة الوبائية يتراوح عددها ما بين 40 إلى 50 ألف حالة، داعية في هذا الصدد إلى مزيد من التحسيس بأهمية تبني أسلوب حياة صحي يتأسس على تغذية متوازنة وممارسة الرياضة بانتظام.

وتعبئ الوزارة سنويا غلافا ماليا يفوق 190 مليون درهم لاقتناء الأدوية، وللإجراءات المتعلقة بالتفاعل والتشخيص والتعامل مع مضاعفات الداء، وكذا للتتبع الصحي للمرضى، كما أنها تقوم بجهود كبيرة في ما يتعلق بالكشف السنوي على 500 ألف شخص، وتوفير الحقن والأدوية مجانا على مستوى مؤسسات تقديم العلاجات الأولية لـ 832 ألف مصاب بداء السكري، علاوة على تعزيز قدرات مهنيي الصحة، في مجال التكفل بالسكري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.