أكاديمية المملكة المغربية: إبراز مواكبة الدولة بكوريا الجنوبية للقطاع الخاص تحقيقا للمصلحة الجماعية

0

أكد مدير معهد الدراسات الأورو-إفريقية بجامعة هانيانغ بسيول، سنغسو كيم، أن كوريا الجنوبية تعد نموذجا للتطور السريع بفضل السياسات الصناعية المحكمة ودور الدولة الحاسم في توجيه وتنسيق أنشطة القطاع الخاص. واستعرض سنغسو خلال محاضرة نظمت حول موضوع “آسيا أفقا للتفكير”، ضمن سلسلة من المحاضرات التي يلقيها سياسيون وعلماء ومثقفون بارزون، الاستراتيجيات والسياسات التي نفذتها كوريا الجنوبية إبان فترة التصنيع، إضافة إلى نظامها البيروقراطي الفعال.

وأوضح الأستاذ الكوري الجنوبي أن الدولة نجحت في تزويد القطاع الخاص بكافة الوسائل اللازمة ودعمه ووضع خطط وسياسات، مع تمكينه من حرية أخذ زمام المبادرة وتنفيذ القرارات.

وأبرز في هذا السياق، أن التركيز انصب أساسا على البنيات التحتية ونظام التعليم والثقافة والتصدير، إضافة إلى الصناعات الكيميائية والثقيلة. وأضاف أن الدولة عملت أيضا على تحسين الظروف السياسية في البلاد وتشجيع الابتكار والإبداع لجعل الشركات الكورية واحدة من أكثر الشركات نشاط ا وتأثيرا في العالم.

وهكذا، يورد الباحث الكوري الجنوبي، شرعت كوريا الجنوبية في استكشاف أسواق جديدة لتصدير منتجاتها ولعب دور الوسيط العلمي والتكنولوجي، من خلال نسج العديد من العلاقات مع البلدان التجارية والصناعية الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة واليابان.

كما أشاد سنغسو بروح الشعب الكوري المستعد على الدوام للعمل الدؤوب والمتواصل والاستغناء عن الرفاهية خدمة للمصلحة الجماعية للبلد.

وأكد أن هذه المكاسب تحققت للأجيال القادمة، مبرزا أن استراتيجية التنمية في كوريا الجنوبية يمكن أن تشكل نموذجا يحتذى للدول الأخرى بما في ذلك المغرب.

وأبرز أن المغرب يتقاسم العديد من أوجه الشبه مع كوريا الجنوبية، ويتمتع بموقع جيوسياسي في علاقاته الدولية مع الاتحاد الأوروبي. كما أبرز أن المملكة تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي واجتماعي ونظام راسخ للتعليم والتربية والبحث. من جهة أخرى، سجل السيد سنغسو أن المغرب تمكن من إقامة علاقات مهمة مع الولايات المتحدة، باعتباره من أوائل الدول التي تشترك مع الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب.

كما سلط الضوء على غنى الثقافة المغربية، وهو ما يجسده العديد من الطلبة المغاربة في الخارج، وتحديدا في كوريا الجنوبية حيث يتفوقون ويحققون نجاحا كبيرا في مختلف المجالات.

واستطرد قائلا إن آسيا، وهي قارة غنية بتنوعها وإلهامها، تحتضن طائفة واسعة من نظم الحكم وآليات التنمية الاقتصادية والتقاليد والديانات والموارد واللغات والثقافات والتشكيلات الجغرافية.

يشار إلى أن سنغسو كيم اختير في سنة 2017 باعتباره أكثر الباحثين كفاءة من قبل وزارة التربية الكورية، وأفضل باحث في مجال البحث والتطوير من قبل جامعة هانيانغ في 2018. وهو عضو في لجان استشارية في مجال السياسات تابعة لوزارة الشؤون الخارجية ومكتب رئيس الوزراء الكوري، إلى جانب هيئات مختلفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.