يونس قريفة: قال الكاتب والباحث المغربي في الأنثروبولوجيا السياسية محمد المعزوز، إن تنظيم معارض الكتاب يمكن أن يشكل حافزا لتخطي أزمة القراءة في الوطن العربي.
وأضاف الأستاذ المعزوز، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في ندوة نظمت حول موضوع “صيادو الجوائز” ضمن فعاليات الدورة ال38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أن معارض الكتاب المنظمة في العالم العربي تعتبر دعوة مفتوحة للتشجيع على القراءة ودعم الكتاب الورقي ومحاولة لفتح أذهان القارئ العربي على آفاق ثقافية وفكرية جديدة.
واعتبر الكاتب والباحث المغربي، الذي تم اختيار روايته “بأي ذنب رحلت؟” ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لسنة 2019، أن الرهان الذي نواجهه اليوم في الوطن العربي هو عدم تملك الشعوب العربية لمفهوم عشق القراءة، مسجلا أن القراءة تعيش اليوم أزمة حقيقية في المنطقة، بما أن نسبة القراءة فيها هي أقل من النسب المسجلة في باقي مناطق العالم، بحسب مجموعة من الإحصاءات الدولية.
ودعا المعزوز النخب الثقافية العربية إلى الاضطلاع بدورها في الدعوة إلى القراءة، وإعطاء الكتاب المكانة الذي يستحقها في الوطن العربي، مسجلا أن الإبداع الفكري يشكل حصنا ضد كل التوجهات المتطرفة.
وبخصوص وضع الكتاب الورقي في المنطقة، اعتبر أنه رغم منافسة الكتاب الإلكتروني والتحديات التي تطرحها شبكات التواصل الاجتماعية، إلا أن الكتاب الورقي ما يزال حاضرا بقوة في الأسواق العربية، والدليل هو الإقبال الكثيف الذي يتم تسجيله خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب والتظاهرات المشابهة، على الكتاب الورقي، مستبعدا فرضية أن يحل الكتاب الإلكتروني محل نظيره الورقي.
يذكر أن محمد المعزوز هو أستاذ باحث وكاتب حصل على شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا السياسية من جامعة السوربون بباريس عام 1991، والدكتوراه في الفكر العربي من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1999، وله العديد من الإصدارات باللغتين العربية والفرنسية، منها “الإسلام والسياسة”، “علم الجمال في الفكر العربي القديم”، “انشغالات سياسية، توثيق للمواقف”.
وللكاتب كذلك مجموعة من الأعمال المسرحية، منها “مملكة الشعراء”، و”الماء والقربان”، و”ابتهاج الرؤيا”، كما حصل محمد المعزوز على جائزة برشلونة في الكتابة الفلسفية عن كتابه “ابن رشد وأسس الاختلاف” عام 1998، وجائزة المغرب للكتاب عن روايته “رفيف الفصول” عام 2007.
ويتزامن تنظيم الدورة ال38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب إلى غاية 9 نونبر الجاري تحت شعار “افتح كتابا.. تفتح أذهانا”، مع احتفالات الشارقة بنيلها لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019.
ويستضيف هذا الحدث العالمي، الذي تحضره المكسيك كضيف شرف، روائيين حاصلين على جائزة نوبل للأدب، ومخرجين سينمائيين عالميين حصدوا جوائز الأوسكار، علاوة على ثلة من المبدعين العرب والأجانب الذين سيشاركون وسينشطون مجموعة من الفعاليات الثقافية.
وبحسب هيئة الشارقة للكتاب، سينظم المعرض حفلات توقيع أكثر من 250 كتابا في الشعر والرواية والعلوم الاجتماعية والقانون والفلسفة والدراسات النقدية والأكاديمية وتطوير الذات والمسرح وكتاب الطفل.