مهرجان الأندلسيات الأطلسية: الديفا ريموند البيضاوية تضيء منصة “دار الصويري” في حفل استثنائي

0

بعد أمسية افتتاحية بديعة، ضربت الديفا ريموند البيضاوية موعدا مع معجبيها، خلال حفل موسيقي استثنائي تمت برمجته في إطار الدورة السادسة عشر لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة.

وخلال هذا السمر الليلي، الذي تميز بحضور، على الخصوص، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور أندري أزولاي وشخصيات أخرى، أتحفت ريموند البيضاوية، الجمهور الحاضر طيلة فترات هذا الحفل، بمختارات من الأغاني المستمدة من ريبرتوار موسيقي غني ومتنوع.

إنها لحظة حقيقية من الفرح والأحاسيس والتقاسم مع هذه النجمة الكبيرة التي اختارتها الصويرة بسعادة لإبراز أندلسياتها. كما أنه حدث سنوي فريد على صعيد العالم يجمع موسيقيين ومطربين مسلمين ويهودا، في حميمية لا مثيل لها، إذ ينقل إلى العالم، انطلاقا من الصويرة، رسالة عالمية مفعمة بمعاني السلام والتسامح والإخاء.

وستعود ريموند البيضاوية لمنصة هذه الدورة الجديدة من مهرجان الأندلسيات الأطلسية، اليوم السبت، خلال الحفل الختامي، من خلال لقاء فريد وواعد سيجمعها بالفنان الكبير “بنعمر الزياني”، الذي يعد أيقونة ورمزا يجسد الريادة في مجال الموسيقى اليهودية – العربية في المغرب والخارج.

وفي هذا الصدد، أوضح المنظمون أنه من خلال ريموند البيضاوية (مالكاه) وبنعمر الزياني (المايسترو)، “سنقدم حفلا سيتم تأريخه ضمن سجلات الموسيقى المغربية”. واحترفت ريموند كوهين أبيكاسيس، المزدادة في 1943 بالدار البيضاء، الغناء في فترة السبعينات من القرن الماضي وغنت روائع من ريبرتوار الملحون والشعبي، حيث حافظت على شعرها الأشقر الذي ميزها عن غيرها من مطربي جيلها.

كما حققت ريموند البيضاوية مسارا مهنيا متميزا كممثلة سينمائية ونقلت موهبتها إلى ابنتها يائيل أبيكاسيس، التي تعمل حاليا في عدد من الأفلام الدولية.

ويتميز برنامج هذه السنة، الذي يعرف تنظيم 15 حفلا لإبراز التراث الموسيقي اليهودي – العربي، بمشاركة كل من “سامية أحمد” التي تقترح سفرا موسيقية من تاريخ الأندلس، و”أسماء الأزرق” التي ستعيد على طريقتها أداء قصائد من الملحون اليهودي – العربي الذي يخترق الفضاءات والأجيال، إذ “ستخبرنا عن أمس يساعدنا في كتابة مستقبل لهذا التاريخ المغربي الجميل، من خلال قصائد بينها +أنا الكاوي+ و+لالة غيثة مولاتي+”.

كما سيكون جمهور المهرجان على موعد مع إبداعات “دليلة مسكوب” التي ستتحفهم بأغاني “لين مونتي” و”سليم الهلالي” و”سامي المغربي”، فضلا عن قصيدة في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، انطلاقا من نص للشاعر اليهودي الكبير عيوش بنمويال الصويري.

ومع “أسماء الأزرق” و”دليلة مكسوب”، ستشارك كذلك كل من “هناء توك” و”تامار بلوش” و”شيماء عمران” في تكريم عازفة البيانو، غيثة العوفير، التي توفيت قبل سنوات، والتي طبعت انطلاقا من الرباط، الساحة المغاربية على مستوى الموسيقى الأندلسية.

كما ستفتح الزاوية القادرية أبوابها في أمسية طال انتظارها، تحتفي من خلالها، باللغتين العربية والعبرية، بأجمل القصائد التي طبعت موروث طرب الآلة في المغرب.

ويعد مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” كذلك فضاء للنقاش والمعارض، من خلال منتدى – أغورا لهذه الدورة، حيث تناولت مليكة الدمناتي المنصوري موضوع “العيش المشترك”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.