عبد الواحد بنصر: مدينة سجلماسة ربطت نصف القارة الافريقية الشمالي ببلاد المشرق وأوروبا

0

أكد عبد الواحد بنصر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، اليوم السبت بالريصاني (إقليم الرشيدية)، أن مدينة سجلماسة “ربطت نصف القارة الإفريقية الشمالي ببلاد المشرق وأوروبا”.

وقال  بنصر، خلال مؤتمر دولي حول موضوع “سجلماسة .. الذاكرة ورهان التنمية”، إن مدينة سجلماسة “ظلت منذ القرن الثامن إلى غاية القرن الرابع عشر الميلادي، قطب الرحى الذي لا محيد عنه، والذي منه تتوزع وإليه تصب كل مسارات طرق قوافل التجار والحجاج والعلماء، ومن ثمة ربطت سجلماسة نصف القارة الإفريقية الشمالي ببلاد المشرق وأوروبا”.

وأوضح خلال هذا اللقاء، الذي ينظمه على مدى يومين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) وبشراكة مع المجلس الجماعي لبلدية مولاي علي الشريف، أن سجلماسة ربطت أيضا “حواضر ومدن بلاد المغارب وموانئ حوض البحر الأبيض المتوسط مع نظيراتها بالصحراء الإفريقية الكبرى وما وراءها”.

وشدد على أن التعرف بشكل أفضل على التراث الأثري لحاضرة تافيلالت هو أمر بالغ الأهمية لفهم وإعادة قراءة مرحلة هامة من تاريخ المغرب وغرب البحر الأبيض المتوسط عموما، سواء من الناحية الفكرية أو الاقتصادية أو العمرانية أو الدينية.

واعتبر أنه بفضل إشعاعها الحضاري وبسبب الغموض الذي اكتنف تاريخها، أثارت مدينة سجلماسة اهتمام المستكشفين منذ منتصف القرن 19 الميلادي.

من جهة أخرى، أكد السيد بنصر أن هذا المؤتمر العلمي الهام “يقام على بعد كيلومترات من سجلماسة هذه الحاضرة التاريخية التي ذاع صيتها عبر التاريخ، وفي كل الأصقاع، كمحطة للتجارة القوافلية وكقطب حضاري ومنطلق لنشر الإسلام السني والثقافة العربية الإسلامية بدول إفريقيا جنوب الصحراء”.

وذكر بتأسيس سجلماسة سنة 140 هجرية (سنة 757 ميلادية) من طرف أمراء بني مدرار الذين جعلوها عاصمة لإمارتهم، مبرزا أنه “بحكم أهميتها، حرصت كل الدول التي تعاقبت على الحكم بمنطقة بلاد المغارب والأندلس على محاولة السيطرة عليها أو ربط علاقات وطيدة معها”.

وعبر عن الأمل في أن ينصب نقاش المشاركين في المؤتمر حول كيفية تثمين تراكمات البحث العلمي الخاص بمدينة سجلماسة، وتجاوز معيقاته ووضع أسس لتوجهاته على المديين المتوسط والبعيد، وتدارس إمكانية تبني مقاربة شمولية ترتبط بالمحافظة على الموقع وتثمينه والتعريف به، وبالمخططات التنموية بجهة درعة تافيلالت.

من جهته، أشاد الكاتب العام لولاية جهة درعة-تافيلالت، السيد ادريس دكوج، بتنظيم هذا المؤتمر الهام في الريصاني، خاصة أنه يوضح ما تزخر به المنطقة من غنى أثري وإنساني.

وأوضح أن موضوع المؤتمر يربط بين الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالماضي لبناء التوجهات المستقبلية.

وينكب المشاركون في هذا المؤتمر، الذي يأتي في إطار الاحتفاء بمرور 1300 سنة على تأسيس مدينة سجلماسة، على مناقشة ثلاثة محاور حول “سجلماسة .. المجال والتاريخ والإنسان”، و”أركيولوجية سجلماسة، و”التثمين ورهانات التنمية”.

وتندرج هذه المبادرة، التي تعرف مشاركة باحثين من المغرب والخارج، ضمن استراتيجية قطاع الثقافة الهادفة إلى حماية وتثمين المواقع الأثرية والتاريخية، وضمنها موقع سجلماسة، عبر تبني مقاربة شمولية ومندمجة تروم تعزيز وتقوية البحث الأثري بمختلف مناطق المملكة، قصد إبراز التراكم المعرفي في المجال وجعله متداولا بين قاعدة واسعة من المتلقين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.