إبراز غنى التراث الموسيقي المغربي بأوسلو

0

تم، امس الخميس بأسلو، إبراز غنى التراث الموسيقي المغربي خاصة فني كناوة والعيطة، وذلك خلال لقاء – مناقشة حول الفنون التراثية، الذي نظم في إطار مهرجان أوسلو العالمي للموسيقى، وضم هذا اللقاء، الذي عرف حضور سفيرة جلالة الملك بالنرويج وإيسلندا، لمياء الراضي، ثلة من مهنيي الموسيقى وفنانين شباب وأفراد الجالية المغربية المقيمة بأوسلو، لتسليط الضوء على تنوع وجمالية التعبيرات الموسيقية التي تشكل هوية المملكة.

وقام بتنشيط هذا اللقاء – مناقشة، الذي أدارته المطربة والصحافية المغربية جيهان بوغرين، المدير الفني لمهرجان تيميتار بأكادير والرئيس المؤسس لمهرجان الرباط “فيزا فور ميزيك”، إبراهيم المزند، والمدير المشترك لمهرجان “لبولفار” هشام باحو، ومدير مجموعة غاباتشو ماروك، فنسنت توماس، والمطربة والمغنية أسماء حمزاوي، ابنة المعلم الشهير رشيد حمزاوي.

وخلال هذا الاجتماع، أبرز المتدخلون ثراء وتنوع التراث الموسيقي المغربي من منطقة إلى أخرى، بدءا من الموسيقى الأندلسية إلى الموسيقى الحسانية، مرورا بفنون الملحون والغرناطي والشعبي والعيطة والراي والأمازيغي والصوفي و الموسيقى الحضرية والريفية وغيرها، مؤكدين أن تعدد الأشكال التعبيرية الفنية هو انعكاس منطقي لتاريخ المملكة وفرصة لموقعها الجيو-تاريخي على مفترق الطرق.

وبخصوص فني كناوة والعيطة، أكدوا البعد العريق لهذا التراث اللامادي والمكانة التي يحتلها باعتباره عنصرا حيويا للعيش المشترك والحوار الثقافي المشترك، مبرزين ضرورة الحفاظ عليه وتثمينه من خلال تمكينه من استعادة الماضي، ومواصلة تخليد التراث، وخاصة الاشعاع على المستوى العالمي.

كما أشاروا إلى الإكراهات التي يواجهها بعض الفنانين على غرار التحفيز الذي يمنعهم من الظهور على المستوى العالمي والوصول إلى أسواق جديدة.

وحسب إبراهيم المزند، فإن المغرب يزخر بتراث موسيقي غني على عكس العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، والذي يمكن أن يكون أداة مفضلة للقوة الناعمة القادرة على نقل القيم الإيجابية.

واعتبر أن الموسيقى المغربية تحقق النجاح دائما عندما تشارك في التظاهرات الدولية، مشيرا إلى أهمية العمل أكثر على الحفاظ على هذا التراث غير المادي ذو القيمة الكبيرة ولكن أيضا الترويج له من خلال تدبير ثقافي من أجل مواكبة التغيرات التي يشهدها العالم ومن خلال الجولات العالمية لاستكشاف مناطق جديدة، مثل اسكندنافيا.

وعن فن العيطة، أشار السيد المزند، إلى أن مختارات “شيخات وشيوخ العيطة”، مؤلفة من 10 أقراص مدمجة تمثل الأنواع السبعة من العيطة، سجلها حوالي 300 فنان، و تم نشر كتابين معززين بصور من الأرشيف (العربية / الفرنسية أو الفرنسية / الإنجليزية) في عام 2018.

وقال إن هذا المشروع، الذي تم إنجازه في ألفي نسخة تم وضعه رهن إشارة المكتبة الوطنية وجميع خزانات الوسائط بالجامعات المغربية، ولكن أيضا في العديد من المكتبات والمعاهد الموسيقية حول العالم لنقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة.

وفي ما يتعلق بموسيقى كناوة، أشارت أسماء حمزاوي إلى أن النساء زاحمن رموز هذا النوع الموسيقي، والذي كان حكرا حتى الآن على الرجال، موضحة أنه تم كسر أحد الطابوهات وذلك بالعزف على آلة الغمبري خلال حفل في مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة.

وأكدت أن هذا المهرجان شكل نقطة انطلاق للمشاركة فيما بعد في مختلف التظاهرات العالمية، وهذا بعد أن ورثت شغف ومهنة والدها ومنذ صغرها، مضيفة أن فن “تاكناويت”، باعتباره موسيقى روحية وشاعرية، يحظى بتقدير كبير في العالم.

وبعد أن أتحفت الجمهور ببعض نغمات الغمبري، وعدت المعلمة أسماء حمزاوي، برفقة فرقتها “بنات تمبكتو”، بحفل موسيقي دافئ خلال المساء، سيليه عرض آخر لمجموعة “غاباتشو ماروك” تلبية لرغبة عشاق موسيقى كناوة.

حضر هذا المهرجان أكثر من 300 فنان من أكثر من 25 دولة، والذي تم تنظيمه بالتعاون، بالخصوص، مع سفارة المغرب بالنرويج للترويج لموسيقى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.