فريدة بلزيد : نموذج للإبداع السينمائي بصيغة المؤنث

0

صوفيا العوني: تعتبر فريدة بليزيد، أحد أوجه السينما المغربية، من بين المخرجات الأوائل اللواتي نقلن قضية المرأة على الشاشة الكبرى، حيث عالجت هذه المناضلة ابنة مدينة طنجة، من خلال أعمالها الفنية، قضايا مجتمعية عميقة، أخذت الجمهور لعوالم فنية وجمالية متفردة.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في فعاليات المهرجان الدولي للسينما والأدب بآسفي، توقفت المخرجة المغربية عند تجربتها في مجال الإنتاج السينمائي وكتابة السيناريو والإخراج.

وقالت هذه الرائدة في الفن السابع إن ولعها بالسينما بدأ منذ نعومة أظافرها حيث تواظب على مشاهدة الأفلام في مختلف دور السينما التي كانت تتوفر عليها مدينة طنجة في ذلك الوقت، مسجلة أن الفضل في هذا الاهتمام يعود لوالدتها.

وأكدت المخرجة بليزيد، التي التحقت بالمعهد العالي للدراسات السينمائية بباريس، بعد دراستها الثانوية في المغرب، حيث حصلت منه على دبلوم في السينما، أنها تأثرت خلال مسيرتها بكبار المخرجين السينمائيين الأسيويين، ولاسيما المخرج الهندي ساتياجيت راي والياباني ياسوجيرو أوزو.

وبعد أن أخرجت أول شريط وثائقي لها بباريس بعنوان “هوية امرأة”، يتناول موضوع المرأة والهجرة، تم بثه في برنامج “موزاييك” على قناة “فرانس 3″، اشتغلت بليزيد سنة 1977 مع السيناريست والممثل الجيلالي فرحاتي في فيلم “جرحة في الحائط”، الذي تم عرضه في مهرجان “كان” خلال أسبوع “النقد”، لتشتغل معه مرة أخرى في فيلم “عرائس من قصب”.

وباسترجاعها لمسيرتها السينمائية، أكدت المخرجة أنها تعتبر الفيلم الطويل “باب السما مفتوح”، الذي يوثق لرحلة بحث روحية، أفضل أعمالها، مضيفة أن رواية “لافيدا بيرا” لخوانيتا ناربوني، والتي اقتبستها للشاشة الكبيرة في “الحياة البائسة لخوانيتا ناربوني”، تحتل مكانة خاصة في وجدانها.

ولدى تطرقها لقضية المرأة، استحضرت فريدة بليزيد فيلم “كيد النساء”، وهو عمل تم عرضه في إطار المهرجان الدولي للسينما والأدب بآسفي الفيلم المستوحى من الحكايات الشعبية ويحكي ذكاء المرأة ودهائها لتحقيق أهدافها.

وبخصوص أعمالها المستقبلية، كشفت فريدة بليزيد أنها خصصت السنتين الماضيتين لسبر أغوار حياة المناضلة وعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، موضحة أنها كتبت سيناريو للمخرج عبد الرحمن التازي، يتناول كفاح المرنيسي من أجل قضية المرأة. وفي هذا الصدد، استحضرت بليزيد ذكرى رفيقة دربها وصديقتها، مضيفة أن هذا العمل يستند إلى كتاب “السندباد المغربي” الذي سيؤسس لاحقا للشريط الوثائقي “على خطى فاطمة المرنيسي”.

وفي حديثها عن المهرجان الدولي للسينما والأدب بآسفي، أكدت على أهمية النسخة الأولى من هذه التظاهرة الثقافية التي تربط الثقافة والأدب، باعتبارهما جنسان متكاملان من أصناف التعبير الفني.

وينظم المهرجان الدولي للسينما والأدب بآسفي، من 25 إلى 31 أكتوبر الجاري، بمبادرة من جمعية أكورا للفنون، ودعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وبشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط – موقع آسفي، وهيئة المحامين بآسفي، ومجموعة من الشركاء والداعمين.

ويتضمن برنامج الدورة الأولى من هذا المهرجان مسابقة رسمية لأفلام مقتبسة حديثة (طويلة وقصيرة)، واستعادة لأهم الأفلام المقتبسة وطنيا ودوليا، وندوات ولقاءات وماستر كلاس، وتكريم شخصيات من عالم السينما والأدب، وورشات تكوين لفائدة شباب الإقليم، وعروض في الهواء الطلق بساحة كبيرة بالمدينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.