الأيسيسكو تفتتح منتداها الثقافي

0

افتتحت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (أيسيسكو) ، مساء امس الثلاثاء بمقرها بالرباط، منتداها الثقافي كموعد فكري جديد يعقد شهريا في موضوع ذي أولوية في العالم المعاصر.

واختارت المنظمة الأديب والمفكر الدكتور عباس الجراري ضيف افتتاح المنتدى بحديثه عن “التحديات الثقافية المستقبلية في العالم الإسلامي”، بحضور ثلة من رجال الفكر والثقافة.

وحصر الأستاذ الجراري، في مداخلته، التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في مسألتي التنمية التي لن تقوم لها قائمة إلا بالثقافة والوعي بالذات، والحداثة التي يسعى المسلمون ركوبها وهم مثقلون بماضي مجيد ساهم في صنع حضارة الغرب.

ووصف المتحدث بـ”المعادلة الصعبة” التمسك بهذا الماضي وحمل مشعل الحضارة من جديد كمطلب لمسايرة العصر، معتبرا أن هذه المعادلة “لن تحل إﻻ بالتوفيق بين الأصالة التي نعتز بها، والمعاصرة التي نسعى لمواكبتها”.

ولاحظ أن ” رجال الفكر والثقافة المسلمين يتحدثون بفخر عن التراث العريق لعالمهم لكن من دون تحليله وتصفيته من الشوائب حتى يفرزوا الصالح منه ويتجنبوا الطالح منه “، مضيفا أنه بنفس الطريقة يجب التعامل مع الحداثة الغربية التي نشأت في بيئة مغايرة.

وتابع المتحدث أن الأمة الإسلامية لها ما يكفي من القيم أقواها قيمة الحوار، مشددا على دور التربية والتكوين كعاملين أساسيين في نشر ثقافة الحوار.

وعبر الأستاذ الجراري عن أسفه لكون الجامعات، على كثرتها في العالم الإسلامي، لم تستطع منح التقدم في المجال العلمي الذي يشكل عامل قوة بالنسبة للغرب، متسائلا عن أثر هذه الجامعات في المجتمع الإسلامي وفي حل المعضلات التي تواجهه.

ودعا في هذا السياق العالم الإسلامي إلى الكف عن التشبث بالحضارة الغربية والانبهار بها، والانفتاح على عوالم أخرى “بدأت تفرض نفسها في عالم اليوم وأصبحت ناهضة على غرار الحضارة الآسيوية التي تملك كثيرا من الجوانب المفيدة للأمة الإسلامية”.

وكان المدير العام للإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، قد اعتبر في كلمة افتتاحية أن النخب في عالم اليوم ذاتَ التأثير والأثر هي عناصرُ “القوة الناعمة” في الثقافة والفكر وفي الرياضة وفنون العصر. وقال “علينا أن نكون قادرين على استثمار هذه القوة الناعمة فيما يخدم المصالح العليا للعالم الإسلامي، ويحقق التنمية الشاملة المستدامة”.

وعبر السيد المالك عن رغبة الأيسيسكو في الانفتاح على هذا العصر الحافل بالمتغيرات، وذلك بالخروج إلى ساحات الإبداع والعولمة وعوالم الإنسانية الرحبة، مسجلا أن التحديات الثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم عديدة منها قضايا الهوية والعيش المشترك، ومواجهة ثقافة الكراهية، والحق في امتلاك وسائل العصر من تقنيات ووسائط وتكنولوجيا حديثة، والتأسيس لثقافة رقمية مواكبة تعكس تاريخ المسلمين وهويتهم وحضارتهم وشخصيتهم التاريخية.

وتتغيى الأيسيسكو من منتداها الثقافي لأن يكون منصة للكفاءات ومحضنا للنخب الفكرية لتدارس المواضيع التي تهم الشأن الثقافي في العالمين العربي والإسلامي على غرار حماية التراث المادي واللامادي، والسياسات الثقافية، وقضايا الإسلاموفوبيا، والأدوار الثقافية الجديدة للمجتمع المدني، وغيرها من المواضيع ذات الراهنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.