وكالات الأنباء مدعوة إلى رفع التحديات التي تفرضها تحولات المشهد الإعلامي

0

حميد أقروط: أكد المشاركون في ندوة عقدت، أمس الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، في إطار أشغال الدورة 28 للجمعية العامة لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، أن مستقبل هذه الوكالات رهين بقدرتها على مواكبة التحولات العميقة، التي تميز المشهد الإعلامي، والتكيف مع الحاجات الملحة للمواطنين.

وشكلت هذه الندوة، التي نظمت حول موضوع “وكالات الأنباء في مواجهة تحديات العصر: فرصة للتحول إلى وسيلة إعلامية شاملة”، مناسبة للمشاركين لإبراز الدور الطلائعي لوكالات الأنباء في انتاج ونشر خبر موثوق ذي جودة ومصداقية.

واعتبر مدير التعاون والتكوين بوكالة تونس افريقيا للأنباء، شوقي علاوي، بهذه المناسبة، أنه من الضروري الاستثمار في الفيديو الذي يحقق أرباحا، وتخصيص حصة الأسد للتكوين، لاسيما في حقبة الهاتف المحمول بدل التجهيزات الثقيلة.

ودعا، في مداخلة بعنوان “استخدامات الفيديو في وكالة الأنباء، مقاربات متوسطية مقارنة”، إلى اعداد استراتيجيات تسويق من أجل التكيف مع فترة ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي وما تفرزه من تدفق للمعلومات، مع السهر على ضمان مهمة المرفق العام.

وبحسب شوقي علاوي، فإن التغيير ليس تكنولوجيا أو ماديا فقط، وإنما ثقافي من خلال تغيير الذهنيات من اجل احداث هذا التحول “الحتمي” نحو الوسيلة الشاملة (التي تشمل بشكل خاص الفيديو، دون خوف أو قلق.

من جهته، أكد الأستاذ بالمدرسة العليا للصحافة وعلوم الاعلام بالجزائر، شريف إدريس، أن الثورة الرقمية تحمل معها تحولات جديدة لها انعكاسات، سواء على طريقة الولوج إلى الخبر وإنتاجه، أو على طريقة تقديمه للقراء، وكذا على طريقة تصور الممارسة الصحافية.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الثورة الرقمية تضع وكالات الأنباء المتوسطية في مواجهة اختبار صعب، معللا ذلك بأنه بفضل هذه الثورة “نشهد في الآونة الأخيرة بروز ظواهر جديدة، من قبيل الوفرة في الأخبار وكثرة المضامين، إلى الحد الذي نتحدث فيه اليوم عن الحركية الإخبارية”.

وقال شريف “إننا نلاحظ أيضا بروز فاعلين جدد، ومنهم –الوسائط المعلوماتية- مثل غوغل نيوز وتويتر وفيسبوك، التي تنتج المحتوى، فضلا عن تطور الصحافة المواطنة”.

وأوضح أن وكالات الأنباء، التي تبث كما هائلا من الأخبار، هي بصدد فقدان حصص من السوق أمام وسائل إعلام أخرى، معللا ذلك بأن هذه الوكالات تواجه منافسة من قبل مواطنين يمكنهم انتاج ونشر الخبر، مما يحتم إعداد استراتيجية للتتبع.

وأجمع المشاركون على التأكيد على الضرورة الملحة لإدراج الدينامية الجديدة للحقل الإعلامي مع الدور الذي ما يزال يقوم به الفاعلون الإعلاميون التقليديون، وفي مقدمتهم وكالات الأنباء.

وشددوا، في هذا الصدد، على دور وسائل الإعلام التقليدية، وخاصة وكالات الأنباء، التي تبقى دائما ضامنة لمهنية، ومصداقية وجدية الخبر.

واعتبروا أن المهنية وجعل الجمهور وفيا لها، هما الركيزتان الأساسيتان التي يتعين على وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط التحكم فيها، والاستفادة منها من أجل رفع كافة التحديات.

وأبرز المتدخلون الأهمية التي تكتسيها التكنولوجيات الجديدة، وشبكات التواصل الاجتماعي، وشبكة الأنترنيت، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من “بيئة الخبر”.

ويتضمن جدول أعمال الدورة الـ28 للجمعية العامة لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، التي يمثل فيها وكالة المغرب العربي للأنباء، مدير التواصل والتعاون، السيد رشيد التيجاني، ورشات حول “استعمال الفيديو في وكالات الأنباء المتوسطية: مقاربات مقارنة”، و”وكالات الأنباء والثورة الرقمية: تحديات وفرص”، و”وكالات الأنباء أمام تحديات العصر: فرصة للتحول إلى وسيلة إعلامية شاملة”.

كما يناقش المشاركون مواضيع تتعلق بالقضايا التنظيمية المرتبطة برابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، وخاصة تاريخ ومكان انعقاد الجمعية العامة المقبلة، والتقريرين الأدبي والمالي.

وسيتم أيضا بمناسبة انعقاد هذه الجمعية العامة، تنظيم حفل لتسليم جوائز أحسن مقال وصورة صحفية.

يذكر أن رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، التي تأسست سنة 1991، تهدف أساسا إلى تعزيز تبادل الأخبار، والحوار وتطوير التعاون بين وكالات الأنباء المتوسطية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.