اليوم العالمي للمدرس: مناسبة لإبراز الدور الريادي للمعلم في بناء أجيال المستقبل

0

تخلد دول المعمور على غرار كل سنة، اليوم العالمي للمدرس الذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر، وهي مناسبة سنوية يتجدد فيها التقدير والاحترام للمعلم الذي يضطلع بدور ريادي في المجتمع وتقع على عاتقه مسؤولية بناء أجيال المستقبل.

لقد استطاع المدرس، الذي كاد أن يكون “رسولا”، أن يبقى وفيا لمهمته المتمثلة في نقل المعرفة إلى التلاميذ حتى عصرنا هذا، الموسوم بالانتشار الواسع لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، من قبيل الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

ومن هذا المنطلق، اختارت الأمم المتحدة، احتفاء باليوم العالمي للمدرس لهذه السنة، شعار “المدرسون الشباب.. مستقبل المهنة”، بهدف تسليط الضوء على الرأسمال البشري للمدرسين، باعتبارهم حجر الزاوية في الأنظمة التعليمية المستقبلية، بل تجدد واستمرارية المهنة نفسها.

وفي هذا السياق، أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، أودري أزولاي، في رسالة بالمناسبة، أنه من دون جيل جديد من المدرسين، فإن ملايين المتعلمين سيحرمون من حقهم في التعليم الجيد.

وأضافت أنه بات من الصعوبة بما كان استقطاب وصون المواهب في مهنة “متدنية الأجر” ولا يتم تقديرها حق قدرها، مع العلم أن معدلات النفور تتزايد بسرعة، ويعزى ذلك جزئيا إلى “عدم الاستقرار في التوظيف والفرص الضئيلة للتطوير المهني المستمر”.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الأستاذ الجامعي، حميد بوسفول، إن مهنة المدرس تقوم على تكوين مواطني الغد ليساهموا بشكل واسع في تطوير بلدانهم عبر ضمان نقل المعرفة وصون التماسك المجتمعي عن طريق الدور المواطن.

وذكر بأن هذا اليوم العالمي، الذي اعتمدته (اليونسكو) منذ 5 أكتوبر 1993، يسعى إلى إثارة انتباه الحكومات إلى الإكراهات المهنية التي قد تعترض هيئة التدريس، مسجلا أن تكريس ثقافة “احترام المدرسين يسدي خدمة لأطفالنا”.

وبعدما أشار إلى أن إصلاح المنظومة التعليمية يشكل إحدى الأولويات القصوى للمغرب، سجل بوسفول عدم نجاعة المقاربات المعتمدة خلال السنوات الأخيرة بهدف تأهيل النظام التعليمي الوطني، وهو ما يفرض، برأيه، ميلاد مقاربة حديثة تتمحور حول النجاعة والنهوض بالكفاءات.

والأكيد أن مدرس اليوم يجب أن يكون متعدد الاختصاصات، ذلك أن جزءا من واقع الأمس أصبح يتآكل جراء الزحف التكنولوجي وفي ظل تغييرات عميقة تفرض على المعلم أن يكون قادرا على تدبير وإدماج هذه المتغيرات في تجربة شخصية ومهنية، مع امتلاكه لرؤية تجعل التلاميذ قادرين على الإبداع ومستعدين لممارسة مهن المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.