زغنون: قطاع التأمين الأفرو-أسيوي في “صحة جيدة”

0

أكد المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، عبد اللطيف زغنون، أمس الاثنين بمراكش، أن قطاع التأمين الأفرو-أسيوي “في صحة جيدة”، وبإمكانه المضي قدما إن جرى تعضيد التعاون بين مؤم ني القارتين بوسائل وأدوات أكثر نجاعة.

وفي كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر 26 للفيدرالية الأفرو-أسيوية للتأمين وإعادة التأمين، أوضح زغنون الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المركزية لإعادة التأمين، منظمة التظاهرة، أنه يتعين أن تضمن هذه الآليات شملا للمخاطر، من خلال الانكباب على تنويع وضمان توازن عرض الخدمات.

وبعدما لفت إلى أن أشغال هذا المؤتمر في نسخته 26 تنعقد في سياق دولي “تسمه توترات جيوسياسية، وتطبعه حروب اقتصادية، ويشهد جنوحا نحو بعض النزعات الحمائية”، اعتبر السيد زغنون أنه يتعين على الدول الصاعدة، إن هي أرادت انتهاز فرص جديدة وتنميتها، بلورة تآزرات جديدة، لا سيما في قطاع التأمين وإعادة التأمين.

واستدرك في المقابل أن رغبة التعاون هاته “تعتريها عراقيل، لاسيما الاقتصادية منها، والتي من شأنها التأثير على قطاع التأمين وإعادة التأمين الأفرو-أسيوي، مما سيحد من تنافسية عرض الخدمات بين مؤم ني الدول الأعضاء في الفيدرالية”.

وأشار إلى أن الموضوع، على اعتبار أهميته بالنسبة لمستقبل المهنة، سيشكل مناط نقاشات اللقاء. وأضاف أن تحديا آخر يتجلى في “رقمنة جوانب عديدة من الاقتصاد، والتطورات المطردة في البيانات الضخمة، يوجب على المؤم نين تبني مقاربات جديدة في ما يتصل بتقييم وشمل المخاطر”.

وأردف قائلا ” سيارات بدون سائق، والصحة المتصلة، وأجهز التحكم، بالإضافة إلى الاستغلال الذكي للمعطيات، كلها تشكل لقطاعنا فرصة رائعة للنمو، عبر تدبير أمثل للمخاطر، ومن خلال صوغ جيل جديد من المنتجات التأمينية”.

ولفت إلى أن عالم الغد سيؤول بالمقاربة الإحصائية للمهنة إلى استيعاب “أكثر تنبؤا بالمخاطر”، موردا أنه يتعين العمل سويا على تحديها. وذكر المسؤول أن النمو الاقتصادي والديمغرافي، إن بإفريقيا وآسيا، يشكل أساسا مواتيا لـ”تنمية قطاع التأمين وإعادة التأمين”، لافتا إلى أن مضاعفة المثمر من الشراكات بين شركات القارتين، سيوثق ليس فقط مستقبلنا، بل ستجعلنا أوفياء لروح إعلان باندونغ الذي مكن فيدراليتنا رؤية النور”.

وقال إن المخاطر السيبرانية، والتنظيم والميكرو تأمين، بالإضافة إلى التعاون الأفرو-أسيوي، ستشكل من ضمن أخرى، محاور أشغال هذا المؤتمر “المثيرة للاهتمام”، من خلال الاستفادة من خبرة وإسهام عديد المتدخلين الحاضرين.

وبعدما اعتبر أن الفيدرالية الأفرو-أسيوية للتأمين وإعادة التأمين 2019 تعد “مكسبا استثنائيا لجهاتنا ولاقتصادياتها”، أبدى السيد زغنون قناعته أن هذه الخلوة ستكون “فضاءا مواتيا للنقاش ولنسج شراكات مثمرة، ولتلمس السبل القمينة بتحقيق نمو ناجع ومستدام”.

من جهته، أكد المدير العام للشركة المركزية لإعادة التأمين، يوسف الفاسي الفهري، أن هذه النسخة 26 من أشغال هذا المؤتمر تشكل مرحلة هامة لمستقبل أنشطة القطاع.

وأوضح المدير العام للشركة المركزية لإعادة التأمين، الشركة الفرع لصندوق الإيداع والتدبير، قائلا ” نرغب في جعل هذا اللقاء مرحلة هامة في مستقبل أنشطتنا، ليس فقط بقارتينا، ولكن من خلال تنمية شراكة عابرة للقارات ناجعة ومستدامة وتمتد على المدى البعيد”.

وأفاد بأن النسخة 26 التي تعرف مشاركة زهاء 1100 مسؤول وصانع قرار ينحدرون من 54 بلدا، ستعد فرصة لمناقشة الحجب والحواجز الاقتصادية الجديدة التي تنتصب أمام أسواق التأمين الأفرو-أسيوية، مضيفا أن هذه الخلوة ستكمن من تحديد السبل القمينة والحلول التي من شأنها ” تمكيننا من الاضطلاع بمهامنا في تأمين الأشخاص والممتلكات، وفي حفز اقتصاديات منطقتينا”.

ولفت إلى أن القارتين تختزنان إمكانات هامة لتحقيق النمو الاقتصادي خلال العشريتين القادمتين، كما تجابههما تحديات كبرى، كثير منها صميمة”. “هذه التحديات التي تعد ديمغرافية وبيئية بالأساس، تتصل أيضا بمحدودية التغذية، وبالمخاطر المالية والسياسية-يضيف- وتساءلنا حول تنمية منتوجات مستدامة، ودامجة، ومجربة، ومبتكرة وملائمة، والتي من شأنها إسناد التنمية وتحسين مردودية الاقتصاديات”.

وحسب السيد الفاسي الفهري، توجد فرص حقيقية وسبل يتعين سلوكها للتعاون ولرسم شعاب التميز والشراكة قصد تقاسم أفضل الممارسات وتعزيز الصمود والمعارف المشتركة، في ما يتصل بتحليل المعطيات المتصلة بالتكنولوجيا.

وبعدما ذكر بأهمية المحاور والورشات التي تشكل جدول أعمال المؤتمر، خلص إلى أن الكلمات المفاهيم لهذه الخلوة هي ” التبادل وتنمية علاقات الأعمال، والتعاون والشراكة”.

وعرف حفل الافتتاح تسليم الرئاسة بين البحرين في شخص الرئيس المنتهية ولايته، ياسر البهارنة، والمغرب، في شخص السيد يوسف الفاسي الفهري، لولاية من سنتين.

ويضم هذا المؤتمر ال 26، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل الشركة المركزية لإعادة التأمين، تحت شعار “الحواجز الاقتصادية الجديدة في الأسواق الأفرو-آسيوية للتأمينات”، ممثلي شركات التأمين وإعادة التأمين في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. ويجتمع في ندوات مؤتمر الفيدرالية الذي ينعقد كل سنتين على أساس التناوب بين قارتي آسيا وإفريقيا، عموم مهنيي التأمين في قارتي آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. ويلتئم في هذا اللقاء ذي الحمولة العالمية، والذي يتواصل حتى 25 من الشهر الجاري، لفيف من الخبراء والمتدخلين رفيعي المستوى، بغية تحديد السبل الكفيلة والحلول القمينة بتمكين قطاع التأمين وإعادة التأمين من الاضطلاع بمهامه المتصلة بتأمين الأشخاص والمملتكات، وتعبئة الادخار لمنطقة إفريقيا-آسيا.

كما يعد أرضية لنقاش ديناميكي وحوار بناء بين خبراء عالميين، لغاية توثيق أواصر متنية وتنمية وسائل تعاون وشراكة بين القارتين في نشدانهما للنمو.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.