اليوم العالمي للإسعافات الأولية: اعتراف بدور الأشخاص المسعفين خلال حالات الطوارئ

0

يشكل اليوم العالمي للإسعافات الأولية، الذي تخلده منظمات الصليب والهلال الأحمر، في كل بقاع العالم، يوم غد السبت، مناسبة للاعتراف بأهمية دور الأشخاص المسعفين العاديين في تقديم المساعدة للآخر في ظروف عادة ما تكون استثنائية وبالغة الخطورة.

إن أول ضحية محتملة في حالات الطوارئ، من قبيل حوادث السير أو المنزلية أو أزمة صحية ( ربو، سكتة قلبية ..) مرورا بكافة المخاطر الأخرى التي يتعرض لها الإنسان جراء الكوارث الطبيعية، قد يكون أيضا أول شاهد بإمكانه التدخل في انتظار وصول المساعدة الطبية، لذلك فإن الإجراءات التي يتخذها الشخص العادي بسرعة في هاته الأوقات تؤدي دورا حيويا.

وفي هذا السياق، يؤكد خبراء مختصون على أن أفضل فرصة لبقاء الضحية على قيد الحياة تتمثل في الشخص الذي يكون بجانبه عند وقوع الحادث، لهذا يظل دور المواطن أساسيا في سلسلة إنقاذ أرواح الضحايا، خاصة وأن تعلم أبجديات الإسعافات الأولية تظل في متناول الجميع.

وتأكيدا على دورها المحوري في عملية إنقاذ أرواح الضحايا، اختار الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السبت الثاني من شتنبر من كل سنة من أجل الاحتفال بهذا اليوم العالمي، وجعله مناسبة لتبسيط مبادئ الإسعافات الأولية من خلال تنظيم دورات تكوينية وحملات تحسيسية تنشطها، في كل بقاع العالم، ترمي بالخصوص إلى تأهيل المواطن للتدخل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية عند الضرورة.

ومما يزيد من أهمية الإسعافات الأولية كونها تقوم بشكل أساسي على مهارات ذاتية لا تتطلب بالضرورة تكوينا طبيا متخصصا، وهو ما يدفع المنظمات العاملة في المجال إلى بذل جهود مضاعفة من أجل تكوين مسعفين قادرين على التدخل الفوري لتفادي سقوط عدد كبير من الضحايا خلال حالات الطوارئ المختلفة.

وحسب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، فإن نجاة الأغلبية الساحقة (90 في المائة) من ضحايا حالات الطوارئ من الموت يعزى، بشكل أساسي، إلى تدخل المسعفين المتطوعين الذين يصفهم الاتحاد بـ”الأبطال” الذين ينقذون حياة الناس بمختلف بقاع الأرض.

ويتميز اليوم العالمي للإسعافات الأولية بتنظيم منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بكل بقاع العالم دورات تدريبية للمتطوعين لتلقينهم مبادئ الإسعاف الأولي، وكذا الاطلاع على التطورات التي يعرفها مجال التدخل لإنقاذ المصابين والتي تجعل عملية الإغاثة أقل صعوبة.

وعلى الصعيد الوطني، يعمل الهلال الأحمر المغربي كل سنة على تدريب مجموعات من المتطوعين، من خلال ورشات مفتوحة للعموم، لتلقينهم تقنيات الإسعاف الأولي ومساعدتهم على الارتقاء بالوعي والمعرفة بأساليب السلامة.

وتعتمد هذه الورشات التكوينية للمسعفين المتطوعين على المبادئ التي يتبناها الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين والمتمثلة في الإنسانية والاستقلالية والحياد وعدم التحيز والتطوعية والوحدة والعالمية.

ويتوفر الهلال الأحمر المغربي على مكاتب إقليمية في كل ربوع المملكة تضم مراكز للتدريب على تقنيات الإسعافات الأولية وتستهدف فئات عمرية مختلفة، تدرب ما يقارب 10 آلاف إلى 12 ألف متطوع كل سنة.

وهكذا، فإن اليوم العالمي للإسعافات الأولية يشكل مناسبة لأزيد من 100 مليون متطوع ينتسبون للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالقارات الخمس لإثارة الانتباه حول أهمية تكوين أطر كفأة في مجال الإسعاف وحشد المتطوعين.

فمهما كان تدخل الأشخاص محدودا زمنيا، فإن مجرد حركة بسيطة يقومون بها قد تكون سببا في إنقاذ حياة إنسان كانت حياته مهددة جراء أزمة أو حادث تعرض له.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.