المطالبة بالتصدي لأفكار الغلو والتطرف والتعصب

0

(الحدث): أكد إعلان ندوة ” حوار الثقافات وأسئلة الهوية” التي احتضنتها مكناس أخيرا بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2968 ، رفضه لكل أفكار الغلو المنبهر بمقولات التعالي الثقافي والتعصب ووسم ثقافات بعينها بالميل إلى العنف أو العصيان الثقافي؛ معتبرا الثقافات منتوجا بشريا وإنسانيا.  وتشبث الإعلان عن رفضه الفصل بين حوار الثقافات باعتباره مطلبا إنسانيا وحضاريا، والدعوة إلى تحديث المجتمعات بتبني قيم المواطنة وحقوق الإنسان والدمقرطة المؤسسية. وشدد على أهمية إعادة قراءة التاريخ بروح علمية منصفة لا تخدم فئة أو جهة أو طائفة أو عرقا، والتأسيس لهوية جامعة ومنفتحة. واعتبر الإعلان التعدد الثقافي غنى ينبغي استثماره إيجابيا مع جعل قيم المواطنة معيارا للحكم بين الثقافات في ظل رؤية ديمقراطية عادلة وتوافقية.

في السياق نفسه، دعا المشاركون في الندوة إلى التخلي عن منطق الثقافة الأرقى والأعظم؛ أي عن مجمع صيغ التفضيل التي تعلي من شأن ثقافة على حساب الأخريات؛  مقتنعين بضرورة قيام العلاقة بين الثقافات على التكافؤ والمساواة والتفاعل  الإيجابي، والإقرار بالتنوع الثقافي والتعددية بأشكالها المختلفة؛ واعتماد مبدأ الحوارات القطاعية والموضوعاتية مع منح الأولوية لبعض المكونات مثلما هو شأن الدين باعتباره الموضوع الأكثر استشكالا في تدبير هذا الحوار.

كما أكد المشاركون على المسؤولية الدولية في إذكاء النزاعات والصراعات باسم الثقافات، والتشديد على أن الثقافات ليست سببا في النزاعات، بل إنها مظهر لها يغطي على صراعات مصالح اقتصادية، ورغبة في تقوية شروط الاستتباع ، مما يتهدد قيم السلام والتسامح والعيش المشترك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.