مهرجان صلالة : واجهة عمان السياحية وأنشطة ماتعة بين أحضان الطبيعة

0

أرض خصبة لكل ما هو مميز، تنوع ارتدى الثوب الأخضر وازدان بأشجار شامخة تجعل الزائر يحصد في مكان وآن واحد الجمال والمحتوى. إنها مدينة صلالة العاصمة السياحية لسلطنة عمان، المعروفة بمهرجانها السنوي الذي بات وجهة سياحية استثنائية يجتذب الزوار من داخل السلطنة وخارجها.

ويعد موسم صلالة السياحي، الذي انطلقت فعالياته يوم 11 يوليوز المنصرم وتستمر إلى غاية 22 غشت الجاري، من المواسم السياحية الاستثنائية، حيث يحرص الزوار سواء من داخل السلطنة أو خارجها على زيارته كل عام، نظرا لما تتمتع به المدينة من طقس يتسم بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وتساقط الأمطار، والتي تأتي من ضمن عوامل الجذب السياحي لمحافظة ظفار جنوب السلطنة. ويحظى زوار مهرجان صلالة ببرمجة متميزة تشمل العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والأدبية، منها العروض الحية من الفنون العمانية والرقصات الشعبية المحلية والفنون التراثية، بالإضافة إلى الندوات الثقافية والحفلات الغنائية والعروض الرياضية المختلفة، فضلا عن كونه متنفسا إضافيا للزوار خلال الفترة المسائية من خلال موقعه المتميز الذي يبعد أمتارا بسيطة عن الجبال الخضراء.

وإلى جانب فعاليات المهرجان، تزخر صلالة بمقومات سياحية فريدة، إذ تضم القلاع والحصون التي تحكي عراقة الماضي، وفيها العيون والشواطئ والخلجان الزاخرة بالرمال الذهبية اللامعة، والجبال الشاهقة والسهول والصحاري، تداعبها نسمات الهواء العليل والغيوم العابقة بالرذاذ والتي يستمتع بها الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.

وبذلت الحكومة العمانية جهودا حثيثة من أجل تطوير البنية التحتية للسياحة بمحافظة ظفار والتي تشتمل على طرق ووسائل الإيواء بجميع أنواعها والخدمات المختلفة الأخرى لمواكبة الأعداد المتزايدة من الزوار سنويا لهذا المهرجان. كما أكدت وزارة السياحة العمانية استعدادها لتنظيم هذا الموسم، من خلال تشييد منشآت فندقية جديدة فتحت أبوابها أمام النزلاء وأخرى أكملت توسعها للتلاؤم مع تنامي الحركة السياحية بالمنطقة وتحقق التوزان بين العرض والطلب.

وقال محمد بن عمر الرواس المشرف العام على دائرة المهرجان، إن “مهرجان صلالة السياحي، الذي تنظمه بلدية ظفار بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، يعد ظاهرة حضارية كبيرة تهتم بكل ماهو سياحي وترفيهي وثقافي وفني وأدبي، بهدف إبراز دور السلطنة على مدار 42 يوما”.

وبعد أن أشار إلى أن المهرجان سيشهد هذه السنة إقامة أكثر من 800 فعالية تجسد التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب، أكد أن الإضافة الجديدة والمميزة لأجندة مهرجان هذا العام تتمثل في استقطاب 8 من العروض والفعاليات العالمية أهمها عروض الليزر والإضاءة وعروض كرنفال الدمى العملاقة وعروض الخفة والنار وعروض السيرك المتنوع وعروض الكرنفال المتنوع والرسم ثلاثي الأبعاد وحلبات التحدي وعروض الخفة والبهلوان بالإضافة إلى فرق ألعاب الخفة الأكروبات والفرق العالمية الراقصة وغيرها.

وأبرز أن مهرجان صلالة السياحي يعكس في جانبه الدولي اهتمام السلطنة وسعيها المتواصل والحثيث للتضامن الدولي والتمازج الثقافي والحضاري بين كافة الشعوب والأمم من خلال المهرجانات والمعارض التي هي مرآة عاكسة لثقافات وفنون وتاريخ هذه الشعوب ووسيلة وصل وتقارب وتفاهم بين مختلف الأمم.

وحسب منظمي المهرجان، فإن هذا الأخير شهد ارتفاعا في عدد زواره بنسبة 28 بالمئة في 2018، مقارنة مع سنة 2017، حيث جذبت محافظة ظفار بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة أزيد من 800 ألف زائر، فيما يتوقع تزايد العدد هذا العام حيث تكون محافظة ظفار بطبيعتها الساحرة وجهة الكثيرين من مختلف دول العالم.

هي إذن أنشطة ماتعة في أحضان أجواء معتدلة ونسائم باردة على التلال والسهول والوديان، حيث تكتسي المساحات بالبساط الأخضر لتبهج زائر المهرجان الذي لن تكتمل مسيرة استمتاعه بعروض وفعاليات المهرجان إلا بجولة بين جنبات الطبيعة، وأخرى بين ثنايا تراث الأجداد في المتاحف والمزارات ليعود الزائر بذاكرته إلى أزمنة الأجداد حيث تسرد التراثيات أدق تفاصيل التاريخ. من جانبه، قال السيد خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، الذي حل ضيفا على التلفزيون العماني بهذه المناسبة، إن مهرجان صلالة السياحي له صدى دولي وتأثير ثقافي عميق على المنطقة ككل، بفضل الإبداعات التي عبرت عنها مجموعة من الفعاليات، وهو أمر مهم خاصة في ظل الظرفية الدولية الراهنة.

وأكد السيد الهاشمي الإدريسي أن مهرجان صلالة ينتج خطابا سلميا وثقافيا، معتبرا أن ” الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤلف بين القلوب ويؤثر في الشعوب هو الإنتاج الثقافي، فعندما يكون هناك مهرجان من هذا الحجم يعني أن هناك رغبة في بناء حضارة وثقافة قوية في المجتمع”.

وأضاف أن الزائر لمدينة صلالة في هذا الوقت بالذات يكتشف أن هناك جبلا، ومساحات خضراء جميلة، وأكثر من ذلك التجاوب الكبير للزوار الذين يتوافدون من جميع مناطق الجزيرة العربية.

وأبرز أن “مساهمة سلطنة عمان في إبداع ثقافة جماعية في المنطقة، ثقافة السلام، هي المفاجأة الجميلة”، مشيرا إلى أن صلالة تبقى رمزا لثقافة السلام والإبداع.

من جهة أخرى، أكد السيد الهاشمي الإدريسي على أن الشخصية العمانية بصفة عامة شخصية لطيفة وأدبية وأن مهرجان صلالة السياحي يشكل تجسيدا لهذا التصور، مشيدا بوجود ” ثقافة عمانية عميقة تتبلور خلال تظاهرات ثقافية وهو أمر جميل يجب أن يستمر”.

الحدث/  و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.