فاس : اختتام المهرجان الوطني لفن الملحون بأداء قصائد تراثية متنوعة

0

اختتمت أمس الأحد بحديقة جنان السبيل التاريخية بفاس النسخة السابعة عشرة من المهرجان الوطني لفن الملحون الذي تنظمه سنويا جماعة فاس.

وأحيت “مجموعة أشياخ الملحون بفاس” الحفل الختامي للمهرجان المنظم تحت شعار “الملحون وآفاق المستقبل”، حيث أدت خمسة قصائد تراثية (شايق نشوفك، المزيان، الدمليج، العين الحرشة، فاطمة) تفاعل معها جمهور المهرجان بشكل كبير.

وتميز الحفل الختامي بمشاركة أشياخ فن الملحون بالعاصمة العلمية إلى جانب تلاميذتهم الذين حملوا مشعل استمرار فن الملحون، وتمكنوا ببراعة رفقة أشياخهم في نظم وإنشاد وأداء مجموعة من القصائد الغنائية الملحونية التي نهلت من التراث المغربي الأصيل. وتمكن المهرجان الوطني لفن الملحون هذه السنة، من استقطاب جمهور غفير تابع مختلف فقراته وذلك منذ افتتاحه في 20 يوليوز الجاري.

وعرف المهرجان مشاركة مجموعة من الأجواق من مدينة فاس بالإضافة إلى مدن مراكش والرباط ومكناس وأرفود، كما توزعت سهراته الكبرى على المقاطعات التابعة لجماعة فاس، بغية تقريبه من الساكنة.

وعرف المهرجان تنظيم ندوة وطنية تطرقت لموضوع “التراث المغربي والمستقبل”، شارك فيها خبراء وباحثون في مجال التراث، تناولوا عددا من المحاور خاصة المتعلقة بملف ترشيح تراث الملحون لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة/اليونسكو باعتباره تراثا إنسانيا عالميا يعود تاريخه إلى أكثر من خمسة قرون.

وشدد المشاركون في الندوة على أهمية الملحون الذي يعتبر من الفنون التراثية المغربية العريقة، يتميز باستمراريته من خلال قابليته للتجدد والمواكبة، بالإضافة إلى أنه استطاع التفاعل مع فنون شعبية تراثية أخرى، كما دخل إلى مجال البحث الجامعي عبر النقد والدراسة من خلال اهتمامات مجموعة من الباحثين بموضوع الملحون.

ويعتبر فن الملحون أحد التعبيرات الفنية الراقية التي أحبها وتفاعل معها المغاربة، حيث أبدعوا الأشعار الرائعة والألحان المطربة على مدى أكثر من خمسة قرون، وكانت ولاتزال العاصمة العلمية للمملكة مهدا للعلم، وحاضنة لكل تراث عريق وفن جميل، وملتقى لعشاق ألوان التعبير المغربي الراقي.

وراهنت إدارة مهرجان فن الملحون في الدورة السابعة عشرة، على قدرة الفنون الأصيلة على البقاء والصمود في وجه العولمة ومنافسة الفنون الواردة، والتكيف مع مستجدات الثقافة الإنسانية والاندماج فيها مع الحفاظ على الثوابت الأصيلة والقواعد الأساسية.

يذكر أن جماعة فاس تنظم سنويا إلى جانب المهرجان الوطني لفن الملحون، مهرجان المديح والسماع، ومهرجان الموسيقى الأندلسية وهي من الفنون التراثية المتميزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.