أوجار: تخرج الفوج 42 للملحقين القضائيين يأتي في مرحلة ميلاد سلطة قضائية مستقلة مؤسساتيا وتنزيل عدة أوراش إصلاحية

0

قال وزير العدل محمد أوجار، اليوم الخميس بالرباط، إن تخرج الفوج 42 للملحقين القضائيين يأتي في مرحلة شهدت ميلاد سلطة قضائية مستقلة مؤسساتيا، وكذا تنزيل تصورات الإصلاح في المحاكم لتكون في مستوى يليق بحرمة القضاء، وبما يمكن أعضاء الفوج من تقديم خدمة مرفقية تحقق تطلعات المتقاضين وعموم المواطنين.

وأضاف أوجار، في كلمة بمناسبة حفل تخرج 160 ملحقة وملحقا قضائيا (29 في المائة إناثا و71 في المائة ذكورا)، أن تحسين الوضعية المؤسساتية والوظيفية للقضاء يستلزم، في المقابل من كل مكونات منظومة العدالة، التجند من أجل الوفاء بمتطلبات المرحلة والانخراط الجاد في مسلسل إصلاحها.

ومن أجل تجويد أداء القضاء، ذكر السيد أوجار بأن الوزارة تتبنى برنامجا واعدا لتكوين المنتسبين إلى المهن القضائية وفق رؤية تتوخى إعدادهم وتكوينهم تكوينا علميا وعمليا يتسم بالمتانة بما يجعلهم قادرين على الاضطلاع بمهامهم في المحاكم على أكمل وجه.

وأعلن الوزير قرب الشروع في استعمال المقر الجديد للمعهد العالي للقضاء الذي تم إعداده وفق معايير نموذجية ينتظر أن تجعل منه “فضاء شاملا رائدا على المستوى القاري والإقليمي لإعداد وتكوين الموارد البشرية التي تحتاجها منظومة العدالة”، مشيرا، في هذا السياق، إلى كون تخرج 4547 محاميا متمرنا مؤخرا يشكل موردا بشريا مهما يطرح تحديا كبيرا من حيث الإشراف على تكوينهم بما يؤهلهم ليكونوا في مستوى التكوين الذي يتلقاه الملحقون القضائيون حتى يتحقق بهم الولوج المستنير إلى القضاء لمن أراد الاستعانة بخدماتهم.

وأكد أوجار أن وزارة العدل ماضية في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالارتقاء بأداء المحاكم، وعلى رأسها ولوج عهد المحاكم الرقمية ومكننة آليات الاشتغال بها، والقطع ما أمكن مع العهد الورقي الذي تعزى إليه الكثير من أسباب البطء وانعدام النجاعة.

ومن جانبه، قال المدير العام بالنيابة للمعهد العالي للقضاء، عبد الحنين التوزاني، إن الفوج 42 الذي تم تعيينه في السلك القضائي من قبل جلالة الملك محمد السادس، بناء على اقتراح المجلس الأعلى للسلطة القضائية، يعد ثاني فوج من القضاة يعين في خضم الإصلاحات القضائية الكبرى التي تشهدها المملكة، ويضم 46 من الإناث و114 من الذكور، تتراوح أعمارهم بين 22 و40 سنة، منهم 6 مستمعي عدالة من اليمن، و4 ملحقين قضائيين عسكريين في أول تجربة من نوعها.

وأوضح السيد التوزاني أن أغلب عناصر الفوج الذين بدأوا تكوينهم في الفترة الممتدة من 14 فبراير 2017 إلى غاية 13 فبراير 2019 (عامان)، تقل أعمارهم عن 30 سنة، “ما يعكس نسبة تشبيب مرتفعة، من شأنها أن تمكن من ضخ دماء شابة وطاقات واعدة في الجسم القضائي”، منوها، في الوقت ذاته، ب”المستوى العلمي الرفيع من خلال ارتفاع عدد الحاصلين منهم على شهادة الماستر أو الماستر المتخصص أو دبلوم الدراسات العليا حيث يصل عددهم إلى 79 فردا”، وكذا بتعدد مشاربهم المهنية السابقة قبل الالتحاق بالمعهد (5 في المائة موظفون سابقون)، فضلا عن إتقان العديد منهم لعدة لغات أجنبية واستعمالهم المعلوميات بشكل جيد.

وأشار المدير العام بالنيابة إلى أن المعهد يشرف حاليا على تكوين الفوج 43 من الملحقين القضائيين والذي يضم 140 ملحقة وملحقا قضائيا التحقوا بالمعهد بتاريخ 29 ماي 2018 إلى جانب ثمان مستمعي عدالة من دولة اليمن، على أن ينهوا تكوينهم في متم شهر ماي 2020 .

ومن جهته، أشاد الملحق القضائي السيد دريس حميميد، خريج فوج 42، الحاصل على الرتبة الأولى ضمن زملائه العشرة الأوائل، بالعناية الخاصة التي حظي بها أعضاء الفوج 42 من حيث جودة التكوين الذي تلقاه أفراده، وكذا اللقاءات التواصلية المتميزة ذات الدلالات والتوجيهات العلمية والعملية التي يتعين على القاضي الممارس التقيد بها لأداء رسالته في احترام تام للقانون وللأخلاقيات القضائية بما يكرس الثقة لدى المواطنين في المؤسسات القضائية.

وبدوره، أعرب الملحق القضائي العسكري هشام البقالي، الحائز على الرتبة الأولى ضمن الفوج الأول من القضاة العسكريين الذي قضى تدريبه على مدى عامين رفقة الفوج 42 للملحقين القضائيين، عن اعتزازه بالاستفادة من تدريب يزاوج بين التكوينين النظري والميداني بالمحكمة العسكرية مع الانفتاح على المحيط القضائي بمختلف المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف بربوع المملكة، وذلك سعيا وراء التزود بالعتاد المعرفي الكافي والإجراءات المسطرية والأحكام القانونية الضامنة لحقوق المتقاضين بما يؤهل الفوج للفصل في مختلف الدعاوى المعروضة على المحاكم بكل مهنية واحترافية، وتقلد مسؤولية القضاء بأمانة وضمير مسؤول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.