جرى أمس الاثنين افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة الحسيمة، والذي يعد الثاني من نوعه بالإقليم بعد فضاء المقاومة بمدينة تارجيست.
وبلغ الغلاف المالي المخصص لتشييد هذا الفضاء، الذي أشرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المصطفى الكتيري، على افتتاحه بحضور الكاتب العام لعمالة إقليم الحسيمة وأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالإقليم وفعاليات المجتمع المدني، حوالي 2,9 مليون درهم، كما يمتد على مساحة 510 مترا مربعا.
وقد تمت تعبئة هذا الغلاف المالي بشراكة بين جهة تازة – الحسيمة – تاونات، سابقا (مليون درهم) ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال (0,9 مليون درهم) و المجلس الإقليمي للحسيمة (0,45 مليون درهم) والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير (0,45 مليون درهم).
ويتكون المتحف من فضاء لعرض الوثائق التاريخية، وقاعة للمطالعة وخزانة للكتب، وقاعة متعددة الاختصاصات، وقاعة السمعي-البصري، وأخرى للإعلاميات، وقاعة للتكوين والتأهيل على التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي من لدن أبناء أسرة المقاومة.
وأبرز السيد الكتيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، أهمية تدشين هذا الفضاء الثاني من نوعه على مستوى إقليم الحسيمة، بعد فضاء الذاكرة بتارجيست، موضحا أن عدد الفضاءات المماثلة على الصعيد الوطني صار 88 فضاء.
وقال المندوب السامي إن افتتاح هذا الفضاء، الذي يعتبر مؤسسة تربوية وتثقيفية ومتحفية، جاء في سياق المجهودات والمبادرات الموصولة التي تبذلها المندوبية السامية لصيانة الذاكرة الوطنية، والتعريف بأمجاد ملحمة العرش والشعب في سبيل الاستقلال والوحدة الوطنية، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية لإبراز تراثنا التاريخي والحضاري والثقافي وتنوير أذهان الناشئة والأجيال الصاعدة بدروسه وعبره.
وشدد المندوب السامي على أن هذا الفضاء سيمكن من الحفاظ على الموروث التاريخي الوطني، المتصل بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والفداء وجيش التحرير وتمكين الأجيال الجديدة من الإطلاع على تاريخها وتراثها وحضارتها، مضيفا أنه سيمكن أيضا من المساهمة في التنمية الثقافية المحلية المبنية على روح المبادرة وقاعدة التعاقد والتشارك وتدبير القرب.
وسيستفيد من خدمات الفضاء عموم المواطنين من باحثين وطلبة وتلاميذ وفعاليات المجتمع المدني ومختلف الهيئات المهتمة، إلى جانب أفراد أسرة المقاومة.