الألمانية فون دير ليين تواجه تصويتا حاسما لتولي رئاسة المفوضية الأوروبية

0

تواجه المرشحة لمنصب رئيس المفوضية الألمانية أورسولا فون دير ليين الثلاثاء تصويتا حاسما من طرف النواب الأوروبيين. وكسب هذا السباق يتطلب منها الحصول على غالبية الأصوات في البرلمان الأوروبي، إلا أن بعض أعضائه لم يحسموا بعد قرارهم النهائي، فيما اعترض كل من اليمين المتطرف والخضر على ترشيحها، إلا أنها تحظى بدعم التكتل اليميني، القوة السياسية الأولى في البرلمان الأوروبي.

بعد أن اختار القادة الأوروبيين أورسولا فون دير ليين لرئاسة المفوضية، تدخل هذه المرشحة الألمانية اليوم الثلاثاء شوطا ثانيا وحاسما من انتخاب خلف للرئيس الحالي جان كلود يونكر، يتمثل في كسب تصويت النواب الأوروبيين.

وستكون فرصتها الأخيرة، لأن التصويت ضدها يعني التوجه في سياق اختيار اسم آخر لهذا المنصب. وفي حال التصويت لصالحها، ستكون أول امرأة تنتخب على رأس المفوضية الأوروبية وهي التي تشغل منصب وزيرة الدفاع في الحكومة الألمانية.

ولخلافة جان كلود يونكر لولاية من خمس سنوات، على فون دير ليين المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل الحصول على الغالبية المطلقة في البرلمان أي 374 صوتا. ويبقى السؤال ما إذا كانت ستتمكن من جمع الأصوات في معسكر المؤيدين لأوروبا بدون أن تحتاج إلى دعم المشككين في أوروبا.

وسيبدأ التصويت في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عند الساعة 16:00 ت غ وستعلن النتيجة نحو الساعة 20:00 ت غ. وقبل ذلك ستحاول أورسولا فون دير ليين (60 عاما) إقناع النواب المترددين خلال نقاش.

واذا حصلت فون دير ليين على الغالبية المطلقة فإنها ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الاوروبية لتتمثل المانيا ايضا للمرة الاولى منذ 52 عاما.

الاقتراع السري قد يقلل من حظوظها

مثل هذا السيناريو لم يحصل أبدا حتى الان. لكن تم في العام 2009 إرجاء التصويت إلى سبتمر/أيلول لإفساح المجال أمام البرتغالي جوزيه مانويل باروزو، لإقناع النواب الأوروبيين بالتمديد له في منصبه.

وكتبت أورسولا فون دير ليين بعد ظهر الاثنين على تويتر “مهما حصل، سأستقيل من منصبي كوزيرة للدفاع الأربعاء، لكي أخدم أوروبا بكل قواي”. وسيجري التصويت باقتراع سري، ما يتيح للنواب مخالفة تعليمات كتلهم السياسية في البرلمان.

وتوقع مصدر أوروبي أن يتم انتخاب فون دير ليين “بـ‘نعم‘ محدودة وبأقل من الأصوات التي حصل عليها يونكر قبل خمس سنوات”. وكان يونكر قد نال 422 صوتا مقابل 250.

هل تنال فون دير ليين ثقة البرلمان الأوروبي؟
عادت أورسولا فون دير ليين بعد ظهر الاثنين إلى ستراسبورغ للاجتماع مع التكتل اليميني الذي تنتمي إليه، ويعد القوة الرئيسية في البرلمان مع 182 نائبا، لتجنب أي انشقاق. وحذر مسؤول من الكتلة من أن “أي امتناع عن التصويت أو غياب سيعتبر بمثابة تصويت ضدها”.

استياء لدى نواب أوروبيين من طريقة اختيار فون دير ليين

شعر العديد من النواب الأوروبيين بالاستياء للطريقة التي تم فيها اختيار المرشحة. فبعد قمة من ثلاثة أيام في بروكسل اختارها القادة الأوروبيون في الثاني من يوليو/تموز متجاهلين المرشحين الذين طرحهم البرلمان الأوروبي.

لكن الاشتراكيين (154 نائبا) والليبراليين الوسطيين (108 نواب) الحزب الذي ينتمي إليه مناصرو الرئيس إيمانويل ماكرون لم يحسموا أمرهم بعد.

ومن المفارقات أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك ميركل في الائتلاف الحكومي، هو الأكثر معارضة لفون دير ليين في معسكر الاشتراكيين-الديموقراطيين.

ولم تتول ألمانيا رئاسة المفوضية الأوروبية منذ 52 عاما، وعهد المنصب مرة واحدة لوولتر هالشتاين عند إحداثه بين 1958 و1967. وحتى الآن لم تحسم الأمور. وسيتخذ الاشتراكيون كما الليبراليون-الوسطيون قرارهم النهائي بعد خطاب فون دير ليين (60 عاما) والأجوبة التي ستقدمها للبرلمان الثلاثاء ما يفتح الباب أمام كل أنواع المشاورات.

ويريد الاشتراكيون أولا أن تعدهم فون دير ليين بمواصلة تطبيق سياسة الهولندي فرانس تيمرمانز حيال الدول التي تنتهك دولة القانون كالمجر وبولندا من خلال عدم احترام استقلالية القضاة. ويجب أن يبقى تيمرمانز أول نائب رئيس للمفوضية كما تعهدت فون دير ليين.

ويشدد الليبراليون-الوسطيون على أن يكون للدنماركية مارغريت فيستاغر مرشحتهم لرئاسة المفوضية الأوروبية المرتبة نفسها كتيمرمانز في المفوضية الجديدة. واستبعد حزب الخضر (74 نائبا) واليمين المتطرف (41 نائبا) التصويت لفون دير ليين. أما المحافظون والإصطلاحيون (62 نائبا)، فوعدوا بأنهم سيكونون “واقعيين” في قرارهم.

المصدر:فرانس24

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.