موسم أصيلة الثقافي: أوبريت غنائية التأمت فيها الأصوات الإفريقية على مسرح واحد

0

هاجر الراضي: اختلفت لغاتهم،ألوانهم ومعتقداتهم، لكن لغة واحدة ورسالة واحدة استطاعت أن تجمعهم على مسرح واحد بمدينة الفنون أصيلة طيلة فترة الدورة الـ41 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، حيث غنوا للحب والسلام، في أوبريت ومهرجان غنائي بطعم الأنغام السمراء للقارة الإفريقية.

حجوا بأصواتهم وطبولهم إلى أرض السلام المغرب، القلب النابض للقارة الإفريقية، كما أسموها، حاملين هموم شعوبهم وأحلامهم بين أوتار القيثارة، وقوافي الأبيات الشعرية، في مزيج ساحر بين الفن الكناوي والسامبا البرازيلية، والطرب الأندلسي المغربي والإيقاعات الإفريقية.

وتعتبر هذه اللوحة الفنية التي أبدعها الفنان ماريو لوسيو سوسا، ثمرة تعاون مشترك ساهمت فيها الشخصيات الفنية من مختلف الشرائح الموسيقية التي أحيت السهرات السابقة لدورة هذه السنة، على رأسهم الفنانة المغربية نبيلة معن، والفنان الأنغولي شالو كوريا، والفنان السينغالي دودو كواتي، فضلا عن كل من مجموعة “سيمنتيرا” العريقة من الرأس الأخضر، ومجموعة “وادا” المغربية للفن الكناوي وغيرهم.

واستطاعت الأوبريت ترجمة ما تزخر به القارة الإفريقية من تنوع موسيقى من الجنوب إلى الشمال، وما يمكن أن تقوم به نشوة الأوتار المتراقصة وفرحة الانعتاق من أسر الحدود الجغرافية، وكأنهم يقولون إن من لا ينصت للموسيقى لا يعرف غبطة الفردوس الروحي ومعنى انتصار الفن على الحزن والألم ومقاومة العنصرية وتحقيق العدالة الإنسانية.

فالموسيقى التي قدمها كل من ساهم في إحياء دورة هذه السنة، جزء حي ونابض من حياة الشعوب، وبوصلة دقيقة لمعرفة اتجاه المجتمع الإفريقي وحالته النفسية والأطوار الإجتماعية التي يمر بها.

فعلى مدى أكثر من عشرين يوما، قدم موسم أصيلة 2019، عروضا موسيقية تنوعت بين عروض الشارع والمسارح، أضفت على الأجواء الصيفية التي يعيشها أبناء أصيلة وزوارها رونقا خاصا، مؤكدة بأن لا سبيل ولا بديل للفن والفنون.

وجاءت الدورة الحادية والأربعين، بتساؤلات كبرى حول الإبداع الإفريقي، وحول قوة الثقافة والفكر باعتبارها قاطرة للتنمية في الارتقاء بالشعوب، وكيف يمكن إحداث وتحفيز الإبداع بمختلف أشكاله، من أجل أن يولد التغيرات التي تحتاجها المجتمعات.

وشكل موسم أصيلة الثقافي على مدى أربعين عاما، تجمعا سنويا حقيقيا للمبدعين والمفكرين والموسيقيين من مختلف الدول، كما أضحى حدثا فريدا من نوعه واستثنائيا في إفريقيا، ومثالا حيا لروح المبادرة وعدم الاستسلام والاستمرارية في نشر قيم الانفتاح والتسامح والمحبة التي يزحر بها المجتمع المغربي.

وظلت مؤسسة منتدى أصيلة منذ سنة 1978، وفية لشعارها الأول “الثقافة في خدمة التنمية”، الذي بدأ فكرة وتحول بفضل مجهودات القائمين على شؤونه إلى عقود من البذل والعطاء والتألق والازدهار خدمة لمدينة أصيلة، الصغيرة مساحة والكبيرة إشعاعا.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.