أوركسترا “شامبر فرنسي” تتقاسم أحاسيسها الموسيقية مع جمهور أصيلة

0

تقاسم الرباعي الوتري “العازفون المنفردون لأوركسترا الغرفة الفرنسية” أحاسيسهم الموسيقية، مساء أمس السبت، مع جمهور أصيلة، في ليلة شاعرية بقصر الثقافة العريق، تشبه في جماليتها وحماسها كثيرا ليالي باريس الصيفية.

وقدم عازفو رباعي الكورد، بزيهم الكلاسيكي الأسود المعهود، ألوانا موسيقية زاهية ومتنوعة، حركت حواس الحضور وسافرت بهم إلى رحلة خيالية بين أروقة قصور أوروبا وحدائقها وتاريخها في سماء هذا الفن العريق.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة المغربية ومنسقة العروض الفنية بموسم أصيلة، خلود البطيوي، إن موسم أصيلة ظل وفيا، منذ بداياته الأولى، بالرقي بأذواق جمهوره واحترام تنوعها، مضيفة أن اللجنة المنظمة عملت على استقطاب فرق موسيقية من مدارس مختلفة، حرصا على التنوع الذي يميز هذا الموسم الثقافي.

وعن اختيار الأوركسترا الفرنسية، ذكرت الممثلة المغربية أن هذه الأوركسترا أصبحت من الفقرات الأساسية ضمن برنامج الموسم، وذلك تلبية لرغبة الجمهور الذواق، سواء من داخل المغرب أو خارجه، حيث تعتبر هذه المشاركة الرابعة ل”شامبر فرانسي” في العروض الموسيقية المدرجة على هامش فعاليات الموسم.

وفي تناغم تام بين عازفي الغرفة الفرنسية، عزفت آلاتهم، بجرأة وخيال وشغف، أجمل مقطوعات كبار الموسيقيين من يوهان باخ إلى برنشتاين مرورا بموتسارت، كما دعت الجمهور الذواق إلى إعادة اكتشاف روائع أخرى غير معروفة لكنها ساحرة بقدر سحر أجواء مدينة الفنون أصيلة مهد الفنون.

ما يميز هذه الفرقة عن نظيراتها هو خروجها عن المألوف، حيث يعمل المايسترو قبل عزف كل مقطوعة بالتعريف بصاحبها وموضوعها من خلال التفاعل مع الجمهور الذي أبان عن ثقافة موسيقية عالية فاجأت العازفين.

ومع توالي المواسم والحفلات، بصم هؤلاء الفنانون مسارا متميزا، حيث أصبحوا أكثر إظهارا لشغفهم بموسيقى الغرفة، معبرين، من خلال موسيقاهم، عن اهتماماتهم الفردية والجماعية وحماسهم اللامحدود وطاقتهم الإيجابية التي تنتقل تلقائيا إلى الجمهور الحاضر.

وعلى الرغم من اختلاف الثقافات واللغات والتباعد الجغرافي بين البلدان، تؤكد الفرقة الفرنسية أن الموسيقى وبحورها تعتبر عاملا مهما في التقريب بين الشعوب باعتبارها لغة عالمية، جاءت لتلملم ما خلفته الحروب والصراعات.

وتأسست أوركسترا “شامبر فرنسي” عام 1989 بباريس، وتشكلت بين عامي 2004 و2008 في المسرح الإمبراطوري في كومبيين بالمسرح الفرنسي للموسيقى، قدمت عروض منتظمة على خشبة هذا المسرح الشهير، قبل أن تصبح أحد فرق موسيقى الغرفة الفرنسية الأكثر شهرة اليوم.

كما تجاوزت شهرتها الحدود الفرنسية، إذ تقوم بتقديم عروضها، بشكل منتظم، في الساحلين الشرقي والغربي للولايات المتحدة، وفي العديد من الدول الأوروبية، فضلا عن مشاركتها في العديد من الجولات الموسيقية العالمية.

يذكر أن موسم أصيلة الثقافي، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة، من 21 يونيو إلى 17 يوليوز الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يسهر منذ 41 سنة على تشجيع كل أشكال الإبداع الإفريقي، لاسيما في مجالات الشعر والفكر والموسيقى والفنون التشكيلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.