“في الجمع العام الـ 71 للتعاضدية العامة”:الدعوة إلى إقرار الاحتفال بيوم وطني للتعاضد ووضع العدالة المجالية في صلب السياسات العمومية

دعا المشاركون في الندوة، التي نظمت على هامش الجمع العام الـ 71 للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، الذي من المقرر أن تختتم أشغاله اليوم الأحد بمنطقة بين الويدان (إقليم أزيلال)، إلى إقرار الاحتفال بيوم وطني للتعاضد على غرار عدد من بلدان العالم، ووضع العدالة المجالية في صلب السياسات العمومية.

وطالب المشاركون في هذه الندوة، التي نظمت تحت شعار “دور التعاضد في ضمان الحق في الصحة، ومساهمة الثقافة والفنون والرياضة في الحماية الاجتماعية”، بمشاركة نخبة من الفعاليات الحقوقية والنقابية والثقافية والفنية والرياضية والخبراء والأساتذة الجامعيين، بضرورة أن تضع السياسات العمومية في صلب اهتمامها المساواة والعدالة المجالية بين المواطنين، وتمكينهم من الاستفادة على قدم المساواة من كل الخدمات وبنفس الجودة والكلفة.

وأوصوا بأن لا تقتصر التغطية الصحية على الجوانب الاستشفائية أو التعويض على ملفات المرض، بل يجب أن تدخل ضمن رؤية شمولية ومندمجة تأخذ بعين الاعتبار عدة محددات أخرى مبنية على أسس علمية مدروسة تجعل الوقاية على رأس أية استراتيجية للحماية الاجتماعية.

وطالب هؤلاء المشاركون، في هذه الندوة، التي تمحورت حول ورشتين تتعلق أولاهما بـ “الحق في الصحة وأي دور للحركة التعاضدية؟”، والثانية حول “دور الثقافة والفنون والرياضة في الحماية الاجتماعية”، بأن يصادق المغرب على البروتوكول الدولي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، داعين إلى انخراط القوى السياسية والحقوقية والنقابية وحركة التعاضد في هذه العملية لكي تتم المصادقة على هذا البرتوكول في أقرب وقت ممكن.

كما تمت الدعوة إلى وضع أنظمة للحماية الاجتماعية تضمن الكرامة للفنان والرياضي وتؤمن لهما الاشتغال في ظروف تتسم بالأمان والاطمئنان ووضع قوانين للتأمين الصحي والتعاضد في إطار سياسة مندمجة للحماية الاجتماعية، وتعميم التغطية الصحية الأساسية على الجميع بمن فيهم المهاجرين.

من جهة ثانية، تم على هامش هذا الجمع العام، الذي ينظم تحت شعار ” قرن من الوفاء للتعاضد: إنجازات وطموحات مستقبلية”، التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية والاتحاد الإفريقي للتعاضد والاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك متعدد الوسائط.

وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من السيد عبد المولى عبد المومني رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، رئيس الاتحاد الإفريقي للتعاضد، والسيد مصطفى شعون رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك متعدد الوسائط، إلى النهوض بالعمل الاجتماعي التضامني وتطويره وفق منظور تشاركي حداثي وهادف، وكذا الارتقاء بالحماية الاجتماعية كل في مجال اختصاصه.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية، وفق الموقعين، انسجاما مع سياسة التنمية الاجتماعية التي يدعو إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تقوم على التضامن والتماسك الاجتماعي.

كما تندرج في إطار سعي الأطراف الثلاثة إلى “تطوير العمل الاجتماعي وفق مقاربة تشاركية حداثية وهادفة، إدراكا منها لأهمية الشراكة كخيار استراتيجي للنهوض بالعمل الاجتماعي التضامني”.

ومن جهة أخرى، تم على هامش الندوة تكريم بعض الفعاليات الرياضية والفنية من المنطقية، ويتعلق الأمر باللاعب الدولي السابق قي صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، وفريق رجاء بني ملال أحمد نجاح، والعداء السابق لحسن إيتفان (أزيلال)، والفنان خليل أزلماط (أزيلال) الذي ساهم بشكل كبير في تطوير الأغنية الأمازيغية.

وكانت أشغال الجمع العام الـ 71 للتعاضدية، قد افتتحت أول أمس الجمعة بمنطقة بين الويدان بمشاركة حوالي 500 عضو، يمثلون عددا من القطاعات والمؤسسات العمومية، وحضور على الخصوص، عامل إقليم أزيلال السيد محمد عطفاوي ورؤساء جماعات قروية بالإقليم.

يشار إلى أن عدد منخرطي التعاضدية العامة يناهز 500 ألف منخرطا ومنخرطة، ويستفيد من خدماتها المتنوعة، حوالي مليون ونصف المليون فردا من المنخرطين وذوي حقوقهم.

وتهم الخدمات التي تقدمها التعاضدية العامة، مجالات التغطية الصحية التكميلية وخدمات الاحتياط الاجتماعي وتغطية أخطار الشيخوخة والحوادث والزمانة والوفيات، فضلا عن الخدمات الطبية الاجتماعية والطب النفسي الحركي، والمحافظة على الصحة والوقاية وتوفير النقاهة.

ال/ح