التعاون جنوب-جنوب :عرض النموذج المغربي في الدورة ال 66 للأونكتاد في جنيف

0

تم عرض النموذج المغربي للتعاون جنوب-جنوب، أمس الثلاثاء بجنيف، وذلك بمناسبة انعقاد جلسة نقاش رفيعة المستوى في إطار الدورة السادسة والستين لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).

وشكلت هذه الجلسة ، التي نشطتها نائبة الأمين العام للأونكتاد، سابيل ديورانت ، بمشاركة المديرة الجديدة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف ، تاتيانا فالوفايا ، والمدير التنفيذي لمركز الجنوب ، كارلوس كوريا ، مناسبة للتذكير بعلاقات التعاون الاستثنائية التي تربط المغرب بالدول الإفريقية وجهود المملكة ، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس ، من أجل صعود القارة ، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب.

وفي مداخلة له في اطار هذا اللقاء الذي تمحور حول “التعاون جنوب-جنوب من أجل التجارة والاستثمار والتحول الهيكلي”، أكد السفير ، الممثل الدائم للمغرب في جنيف ، عمر زنيبر ، أن المغرب يعتبر أن التعاون جنوب-جنوب يشكل رافعة هامة في مسلسل تعزيز الحوار وأواصر التضامن التي تربط المملكة بمجتمع دول الجنوب.

وفي هذا السياق ،يضيف زنبير، فان المغرب ، بناء على سياسة التعاون والتضامن الفاعل ، طور نموذجا مبتكرا حقيقيا للتعاون جنوب-جنوب يشمل جميع قطاعات الواعدة ، مشيرًا إلى أن هذا النموذج قائم على تبادل المعرفة والمهارات والخبرات والموارد مع اشراك جميع مناطق للقارة.

وتابع أنه سواء تعلق الامر بنقل التكنولوجيا أو تقاسم المعرفة أو الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مختلف القطاعات أو التدريب والتعليم العالي ، فان المغرب يشكل نموذجا مبتكرا للتقاسم والشراكة ، يركز على البعد الإنساني للتنمية.

وبخصوص التكوين ، يستقبل المغرب آلاف الطلاب من جنوب الصحراء الكبرى كل عام من خلال التعاون ، حسب الدبلوماسي المغربي ، مشيرا إلى أن العديد من كبار الاطر والمسؤولين في إفريقيا، تلقوا تكوينهم في المملكة.

وقال المتحدث إن المغرب ، المدافع المستميت عن إفريقيا محررة ومزدهرة ، جعل دائما من التعاون جنوب-جنوب وشراكة متضامنة وذات منفعة متبادلة إحدى أولويات سياسته الخارجية.

وأشار في هذا السياق الى بعض المشاريع الإستراتيجية الرئيسية التي باشرها المغرب في اطار سياسة التعاون جنوب/جنوب ، بما في ذلك خط الأنابيب الأفريقي الأطلسي الذي يهدف إلى إعادة تقويم سوق الكهرباء الإقليمي لنحو 15 دولة وكذلك وحدات إنتاج الأسمدة مع إثيوبيا ونيجيريا بهدف تحسين الانتاج الفلاحي وتعزيز الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة.

وبخصوص قطاع الطاقات المتجددة ، ذكر السيد زنيبر بأن المغرب وقع من خلال وكالة “مازن” رسالة نوايا في ديسمبر 2018 مع بنك التنمية الأفريقي لدعم البلدان الأفريقية ، وخاصة تلك الموجودة في منطقة الساحل المستهدفة من قبل مشروع “الصحراء إلى الطاقة” لتطوير تكنولوجيات الطاقات المتجددة الأكثر ملاءمة لظروفهم الطبيعية واحتياجاتهم الخاصة من الطاقة.

وأشار أيضا الى تمركز البنوك المغربية في جميع أنحاء إفريقيا حيث لديها فروعا ومساهمات في أكثر من 30 دولة إفريقية.

ومن جهة أخرى، لفت الدبلوماسي المغربي، إلى أن التعاون جنوب-جنوب، دخل مرحلة واعدة تنطوي على امكانات هائلة، مضيفا أن البلدان النامية تتوفر على الوسائل والخبرات والآليات الاستشارية لمعالجة القضايا العالمية الأساسية وإحداث تغييرات تاريخية.

وقال “ومع ذلك ، لا يتم كسب أي شيء مقدما: نحن معرضون جميعًا لازمات متعددة إذا لم نتحرك بشكل متماسك نحو الأهداف المشتركة ، فقد تكون النتيجة تفاقم الأزمات التي ستؤثر على الأجيال القادمة”.

وأبرز أن العديد من البلدان النامية تشهد نموا اقتصاديا متسارعا ، لكنها لن تكون قادرة على صيانة مكاسبها إلا إذا كانت مدعومة بسياسات و تدابير تسرع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وبالنسبة للدبلوماسي المغربي ، فإن تعاونا جنوب-جنوب أقوى وأكثر فعالية في مجال الاستثمار يعد أحد محركات النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي.

وخلال هذا اللقاء، أشادت نائبة الأمين العام للأونكتاد ، سابيل دورانت ، بالدور الرائد للمغرب في تطوير التعاون جنوب/جنوب وجهوده لتعزيز الاندماج الإقليمي.

كما تم التركيز على تطور التعاون فيما بين بلدان الجنوب والاندماح الإقليمي و آثار ذلك على البلدان النامية في مختلف المجالات.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.