الحياة الشخصية والفكرية للمفكر الفلسطيني لإدوارد سعيد في فيلم جديد

0

“كنت ولداً شقياً وكنت أعذب المعلمين والمعلمات في المدرسة، ولهذا طُردت من المدرسة، وهذا سبب مجيئي إلى الولايات المتحدة عام 1951”.

هكذا افتتح الفيلم الوثائقي الجديد الذي أطلقته مؤسسة “ثمانية للنشر” على صفحتها على “يوتيوب”، ويتناول حياة إدوارد سعيد الابن والزوج، وكذلك الفنان والأديب، وروتين يومه بعيون أسرته.

تقول مريم سعيد زوجة إدوارد -التي تحدثت في الفيلم- إنه اهتم بدراسته بعد أن ذهب إلى أميركا وعدل عن دراسة الطب للتوجه نحو الأدب. وتضيف ابنته نجلاء أنه كان منعزلا عن الشرق الأوسط حتى أواخر الستينيات.

وتوفي المفكر والناقد الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد قبل 16 عاما تقريبا، تاركا وراءه إرثا مثيرا للجدل والاهتمام في آن.

يقدم الوثائقي الجديد بعنوان “من الاستشراق وحتى المقابلة الأخيرة” منظورا جديدا لرحلة سعيد الحافلة من منظور عائلته، مسلطا الضوء على جوانب شخصية سعيد الأب والمثقف المحب للموسيقى، وبالطبع المثقف مؤلف “الاستشراق” و”الثقافة والإمبريالية”، والناشط المعارض لاتفاقات أوسلو التي وصفها بالصفقة الخاسرة.

من القدس إلى أميركا
ولد إدوارد سعيد يوم 1 نوفمبر 1935 في القدس، لعائلة مسيحية (من أب فلسطيني أميركي وأم فلسطينية لبنانية)، وترعرع في القاهرة ثم هاجر منها إلى الولايات المتحدة وحصل على الجنسية الأميركية.

كان سعيد في الولايات المتحدة عندما وقعت حرب 1967 التي أعادت إلى سعيد علاقته بالعالم العربي، وأصبح يكتب عن فلسطين منتقدا السياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل، بحسب زوجة سعيد.

ويحكي صوت سعيد في الفيلم عن فلسطين والقدس والناصرة التي لم يعد يذكر منها الكثير، لكنه قليل يخصه بعمق من الذكريات المحسوسة التي لا يمكن نسيانها، مضيفا أن “فلسطين هي المنفى، المغصوبة، الذكريات غير الدقيقة لمكان ما تستحيل إلى ذكريات ضبابية لمكان آخر”.

كما تحكي ابنته نجلاء عن رحلة العائلة إلى فلسطين عام 1992 التي كانت أول رحلة لسعيد إلى بلاده التي ولد فيها. وتصف زوجته مريم زيارته المؤثرة لبيته القديم بالصدمة، وتذكر أنه رفض دخوله.

وتعتبر مريم أن هذه الزيارة فتحت عليه فلسطين، بينما تقول ابنته إن أباها وجد الكثير من الارتباط العاطفي في الزيارة، رغم أنه لم يكن معروفاً في بلده الأول مثلما كان معروفاً في أميركا.

وتضيف زوجته أن مؤلف “الاستشراق” لم يكن يتوقع أن يثير كتابه هذه الضجة الكبيرة، إذ وصف سعيد الاستشراق بأنه مصطلح غير دقيق، واعتبره “تحيزا مستمرا وماكرا من دول مركز أوروبا تجاه الشعوب العربية الإسلامية”.

واعتبر سعيد أن الصور الرومانسية الكلاسيكية الشائعة في الكتابات الأوروبية تجاه آسيا والشرق الأوسط ليست إلا تسويغا للطموحات الاستعمارية الإمبريالية للدول الأوروبية، ولاحقا الولايات المتحدة.

الحدث:وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.