آسية بنصالح العلوي تؤكد بتونس توافق وجهات النظر بين الرئيس الفرنسي وجلالة الملك حول أهمية الحوار متعدد الأطراف بالأبيض المتوسط

0

أكدت آسية بنصالح العلوي السفيرة المتجولة لجلالة الملك، اليوم الثلاثاء، بتونس العاصمة، توافق وجهات النظر بين رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إمانويل ماكرون، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول أهمية الحوار متعدد الأطراف، الذي تم إطلاقه في إطار قمة ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

و أبرزت بنصالح العلوي، في افتتاح منتدى تونس، وهو أحد المنتديات الإقليمية الخمسة التحضيرية لقمة الضفتين، المقررة يوم 24 يونيو الجاري بمرسيليا، أن “لدى جلالة الملك طموح كبير بالنسبة للمنطقة المتوسطية وبالنسبة لساكنتها، وخاصة الشباب من أجل إعادة إعطائهم الأمل والبحث عن حياة أفضل بشكل مشترك في ظل احترام التعددية”.

ووصفت المشروع، الذي أطلقه الرئيس الفرنسي، بأنه “غير مسبوق”، قائلة إنها “المرة الأولى التي يقبل فيها سياسيون التنازل عن التحكم في هذا المسلسل”.

وأكدت أنه “مشروع يسند الأدوار الأولى للمجتمع المدني ليس فقط ليكون في الواجهة، وإنما لحمل وتجسيد مشاريع ملموسة سيتم وضعها موضع التنفيذ”.

وأضافت أنه على مر المنتديات “فوجئنا بالكم الهائل من المشاريع التي توصلنا بها وبمدى ابتكار هؤلاء الشباب الذين يقال لنا إنهم سئموا، ولا يرغبون في ممارسة السياسة، ولا يهتمون بأي شيء، غير أننا تلقينا الدليل على عكس ذلك، فهناك دينامية، وطاقة والتزام غير مسبوق مع المئات من المشاريع”.

وأكدت بنصالح، التي عملت لأزيد من ربع قرن على المنطقة المتوسطية، أن البحر الأبيض المتوسط يدعمه هؤلاء الشباب الموهوبين الذين يحدوهم الأمل والواثقين في المستقبل، وفي “العمل المشترك”، معتبرة أن “العمل المشترك هو الضمانة من أجل اندماج أفضل يقوم على ما هو ملموس، وعلى توافق الرؤى وانسجام المقاربات”.

وسجلت السفيرة المتجولة لجلالة الملك أن المشاريع المقدمة تستجيب لتطلعات الشباب وتطمح، على الخصوص، إلى القضاء على جميع الفوارق بين النساء والرجال، معتبرة أن الأبيض المتوسط في حاجة اليوم إلى تغيير النماذج، وإلى اقتصاد مبتكر يقوم على نموذج جديد للتنمية الدامجة.

من جهتها، صرحت رئيسة لجنة القيادة بـ”مجلس المائة” ورئيسة فريق العمل التونسي، وداد بوشماوي، بأن مجلس المائة ينكب على تدارس العديد من المشاريع المبتكرة والملموسة، الرامية إلى تحويل الأبيض المتوسط وخلق فرص للشباب.

وأوضحت أن المشاريع التي تم تحديدها تغطي كافة القطاعات تقريبا ويسندها المجتمع المدني. وقالت إن “المشاريع المعتمدة خلال مجلس المائة سيتم عرضها على وزراء الشؤون الخارجية بالدول الأعضاء في هذا الحوار متعدد الأطراف، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية الفرنسية”، موضحة أن الأمر يتعلق بمشاريع تستجيب لأهداف التنمية المستدامة، وتأخذ بعين الاعتبار أهمية الرقمنة والتكوين وقابلية تشغيل الشباب.

وتجدر الإشارة إلى أن مجلس المائة، وهو لجنة للقيادة تضم عشرة بلدان من الضفتين الشمالية والجنوبية بغرب حوض البحر الأبيض المتوسط، اجتمع، اليوم، بتونس العاصمة، من أجل عقد مشاورات موسعة مع ممثلي المجتمع المدني في بلدان غرب الحوض المتوسطي، على شاكلة الحوار 5 زائد 5 .

ويضم هذا الحوار المتعدد الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا، من الضفة الشمالية للمتوسط، والمغرب وموريتانيا والجزائر وليبيا وتونس من الضفة الجنوبية.

كما يضم هذا الحوار شركاء أوروبيين ودوليين، منهم الاتحاد الأوروبي وألمانيا والبنك الدولي، والبنك الأوروبي للاستثمار، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، فضلا عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والوكالة الفرنسية للتنمية، ومؤسسة “آنا ليند للثقافات”، والاتحاد من أجل المتوسط.

وقد شهدت الملتقيات التي عقدت في خمسة بلدان من الضفتين مشاركة واسعة للمجتمع المدني في حوض المتوسط، الذي دعا إلى تجسيد مشاريع ملموسة وقابلة للإنجاز ليس فقط في المجال الاقتصادي وإنما وبالأساس في مجال احترام الإنسان والتنمية المستدامة.

وقد تناول المشاركون مواضيع متعددة ومتنوعة. وشددوا على التجديد وتقاسم التجارب الإيجابية والاندماج والتكامل.

ويتعلق الأمر بمنتديات الطاقة (الجزائر 8 أبريل 2019)، والشباب والتعليم والتنقل (مالطا 24 و 25 أبريل 2019)، والاقتصاد والقدرة التنافسية (المغرب 29 أبريل 2019)، والثقافة والإعلام والسياحة (مونبوليي 2 و 3 ماي 2019) والبيئة والتنمية المستدامة (مدينة باليرمو الإيطالية 16 ماي 2019).

وسيتولى منتدى تونس، من خلال خمس موائد مستديرة حول المواضيع المذكورة، إعداد مذكرة حول المشاورات الموسعة وكذا تقديم “إعلان تونس” تتويجا لهذه التجربة غير المسبوقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.