تنظيم إفطار جماعي بمدريد تحت شعار ” التعايش بين الثقافات .. رهان إيجابي “

0

نظمت ” مؤسسة ابن بطوطة ” و ” البيت العربي ” أمس الاثنين بمدريد إفطارا جماعيا بمناسبة شهر رمضان الأبرك تحت شعار ” التعايش بين الثقافات .. رهان إيجابي ” حضره العديد من المثقفين والخبراء والباحثين والفاعلين الجمعويين من المغرب وإسبانيا.

واستهدفت هذه المبادرة التأسيس لتفكير جماعي ومشترك حول مفهوم الثقافات الذي يفرض علاقة تبادل وأخذ وعطاء يمكن لكل طرف من خلالها أن يساهم في بناء مجتمع غني بالتنوع ويسمح بالاختلاف واحترام الآخر.

كما شكلت هذه المبادرة مناسبة لرفع مستوى الوعي لدى المشاركين بخصوص آليات ووسائل مواجهة الصور النمطية والجاهزة التي يمكنها أن تؤثر على التعايش بين الثقافات في إسبانيا وكذا من أجل دعم وتعزيز قيم ومبادئ التسامح واحترام الآخر.

وقال محمد الشايب رئيس ” مؤسسة ابن بطوطة ” إن تنظيم هذا الإفطار الجماعي يندرج في إطار المبادرات التي دأبت هذه المؤسسة على تنظيمها بهدف دعم وتقوية التعايش والمساهمة في تحقيق الاندماج السلس لأفراد الجالية المغربية المقيمين في إسبانيا داخل بلد الاستقبال مع تكريس التعايش بين الثقافات داخل المجتمع.

وأضاف أنه يروم كذلك خلق مساحات وفضاءات للنقاش والحوار والتفاعل بين جميع المعنيين والمتدخلين وتقاسم التجارب والخبرات حول أنجع التصورات الكفيلة بجعل التنوع مصدرا للثراء في سياق المواطنة العالمية ومنطلقا لرفع التحديات الراهنة والمستقبلية التي قد تعيق تكريس التعايش بين الثقافات والديانات.

وحسب رئيس جمعية ابن بطوطة فإن التعامل مع التنوع في إسبانيا يجب أن يتم وفق منظور مشترك مشيرا إلى ضرورة مواصلة العمل على مستوى الأحياء والبلديات والجمعيات والسلطات حول المشاريع والمبادرات التي من شأنها أن تساهم في دعم وتعزيز التعايش وتجاوز كل المشاكل والعراقيل التي قد تعترضه.

وأكد أن هذا اللقاء يشكل فرصة للشباب المغاربة المهاجرين الذين يفتخرون بأصولهم وثقافتهم من أجل تقديم وتقاسم تجاربهم اليومية في مجال الاندماج ومناقشة الصعوبات التي يواجهونها .

ومن جهته أكد بيدرو مارتينيز أفيال المدير العام ل ” البيت العربي ” أن هذه المبادرة تمثل مناسبة مواتية للتقريب بين الثقافات وتجاوز الإكراهات والصعوبات التي قد تعترض تحقيق الاندماج لمختلف الجاليات الأجنبية داخل المجتمع الإسباني لاسيما الجالية المغربية.

وقال إن المؤسسات والهيئات الإسبانية العمومية والخاصة مدعوة إلى مضاعفة الجهود من أجل تحقيق الاندماج السلس لمختلف الجاليات الأجنبية المقيمة بإسبانيا مذكرا بأن التنوع الثقافي هو مفهوم جديد نسبيا في إسبانيا .

وأوضح أن إسبانيا كانت قبل 20 أو 30 سنة دولة لا تمثل فيها الجاليات الأجنبية سوى جزء صغيرا من المجتمع الإسباني الذي تلقى تعليمه وفقا للمعايير الثقافية نفسها مشيرا إلى أن الوضع تغير الآن بشكل كبير.

وأشار إلى أن علاقة غالبية الإسبان مع الثقافات الجديدة هي حقيقة واقعة مضيفا أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تساهم في هذا المجهود التي يروم تحقيق التقارب بين الثقافتين الإسبانية والمغربية وبالتالي استفادة الجميع من تنوع وثراء التفاعلات بين الجانبين.

وتميز هذا اللقاء بتدخلات مجموعة من المغاربة المقيمين في إسبانيا والذين ينشطون في العديد من المجالات بما في ذلك الجامعة والثقافة والفكر والميدان الرياضي والمجتمع المدني حيث قدم البعض منهم تجاربهم الشخصية في تحقيق الاندماج والتعايش بين الثقافات في المجتمع الإسباني.

وذكروا بالصعوبات التي واجهوها في هذا المجال مقدمين مجموعة من الأفكار والاقتراحات التي يمكنها أن تساهم في دعم وتعزيز التعايش بين الثقافات كما شددوا على أهمية التنوع باعتباره تراثا مشتركا ومصدرا للتنمية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.