اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات: سد الفجوة في مجال التقييس رهان عالمي ملح يفرض تسخير الطفرة التكنولوجية

0

يحتفل المجتمع الدولي، يوم غد الجمعة، بالذكرى الخمسين لليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات في وقت بات سد الفجوة في مجال التقييس رهانا ملحا قريب المأخذ بتسخير الإمكانات الهائلة والمطردة التي تنطوي عليها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ووعيا بأهمية هذا الرهان، ركز الاتحاد الدولي للاتصالات، الذي يصادف يوم 17 ماي ذكرى تأسيسه الـ154 بتوقيع أول اتفاقية دولية تيلغرافية في عام 1865، على هذا الموضوع باعتبار أن وضع المعايير يعد من الدعامات الأساسية لرسالة الاتحاد بوصفه وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وشدد الأمين العام للاتحاد هولين جاو، في كلمة بالمناسبة، على أن موضوع هذه السنة سيمك ن أعضاء الوكالة الأممية المتخصصة وغيرهم من الجهات الفاعلة الرئيسية من التركيز على الفرص من أجل مشاركة البلدان النامية في عملية وضع المعايير، وتمكين الخبراء المحليين الفاعلين في عملية التقييس على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، وتعزيز تنفيذ المعايير الدولية في البلدان النامية.

وأبرز هولين جاو أن معايير تكنولوجيا الجيل الخامس المقبلة، خاصة عندما تقترن بالذكاء الاصطناعي، ستدعم طائفة جديدة من التطبيقات ستصبح من الأمور المسلم بها في الأمد المنظور، من السيارات ذاتية القيادة إلى المدن الذكية الأكثر أمانا.

ولفت إلى أن معايير الاتحاد تضمن قابلية التشغيل البيني وتفتح الأسواق العالمية وتشجع الابتكار والنمو في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، معتبرا أنها تساعد على تسريع وتيرة استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بلوغ جميع أهداف التنمية المستدامة.

ودعا هولين جاو الدول الأعضاء في الاتحاد وأعضاء صناعة الاتصالات والشركات الصغيرة والكبرى والهيئات الأكاديمية إلى أن تعمل سويا مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى ومع شركاء الاتحاد وجميع الجهات الفاعلة على دعم برنامج الاتحاد في سد الفجوة في مجال التقييس وتحقيق الازدهار والرفاهية للجميع.

وفي رسالة تم تعميمها بهذه المناسبة على الدول الأعضاء في الاتحاد وأعضاء قطاعات الاتحاد والمنتسبين إليه والمؤسسات الأكاديمية المنضمة إليه، دعا الاتحاد المؤسسات الأكاديمية المعنية إلى إعداد دراسات بشأن العلاقة بين التقييس والابتكار.

كما حث الدول الأعضاء وأعضاء القطاعات على تقديم مساهمات طوعية مالية وعينية إلى الاتحاد من أجل سد الفجوة في مجال التقييس، واتخاذ إجراءات ملموسة لدعم مبادراته، والعمل مع الاتحاد والهيئات الأكاديمية المعنية من أجل تعزيز بناء القدرات في هذا المجال.

ودعيت الدول الأعضاء أيضا إلى دراسة إمكانية إنشاء “أمانات تقييس وطنية”، مع مراعاة المبادئ التوجيهية المقدمة من الاتحاد في إطار برنامج سد الفجوة في البلدان النامية، ومواصلة إنشاء هيئات تقييس وطنية وإقليمية، حسب الاقتضاء، وتشجيع إشراك هذه الكيانات في أعمال التقييس.

على الصعيد الوطني، يواصل المعهد المغربي للتقييس (المعروف اختصارا ب”إيمانور”)، باعتباره الهيئة الرسمية المغربية المكلفة بالتقييس، النهوض بمهمته المتمثلة في إعداد المعايير المغربية، والإشهاد بالمطابقة مع المواصفات والأنظمة المرجعية المعيارية، وإصدار ونشر المعايير والمنتجات المرتبطة بها والمعلومات ذات الصلة، والتكوين في مجال المعايرة وتقنيات تفعيله، فضلا عن تمثيل المغرب لدى المنظمات الدولية والإقليمية للتقييس.

ودأب المعهد سنويا على تنظيم المنتدى الوطني للتقييس، وعيا بأهمية التقييس والمطابقة للمعايير والمرجعيات المتعارف عليها عالميا في إزالة العوائق التقنية الخاصة بالتجارة وتحسين تنافسية المقاولات وحماية المستهلك وضمان الفعالية في تطبيق التشريعات التقنية وخلق ظروف الثقة داخل سلاسل الإنتاج والتوزيع العالمية، وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

كما يسعى المعهد، باعتباره ممثلا للمغرب لدى المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتقييس وجسرا يربط الاقتصاد المغربي بمتطلبات السوق الدولية، إلى الارتقاء بالنظام الوطني للتقييس لمسايرة التحولات الدولية والسياسة الاقتصادية الوطنية وحاجيات الفاعلين وكذا المستهلكين.

وقد أسفرت جهود المعهد وشركائه الخواص والمؤسساتيين عن إعداد عشرات الآلاف من المعايير المغربية الغنية والمتنوعة تولت مراجعتها واعتمادها أزيد من 100 لجنة تقنية للتقييس تغطي مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي.

ولتسهيل تحديد المعايير الضرورية من أجل القيام بعمليات شراء عمومي بكلفة أقل، وبجودة وأمان أكبر، أعد المعهد المغربي للتقييس “دليل المطابقة مع المعايير في المشتريات العمومية”، يتضمن مجموع المعايير المغربية المطبقة على المواد الأساسية والمنتجات المقدمة في إطار الصفقات العمومية.

ويهدف اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات إلى إذكاء الوعي بالإمكانات التي تتيحها الإنترنت وغيرها من أدوات تكنولوجيا المعلومات في سبل بناء الجسور بين المجتمعات والاقتصادات وبالسبل المؤدية إلى سد الفجوة الرقمية.

ويجري الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات منذ عام 1969 من خلال تنظيم برامج وطنية ملائمة ترمي إلى الحث على البحث وتبادل الأفكار بشأن المواضيع المقترحة، وإقامة الحوار بشأن مختلف جوانب هذه المواضيع مع جميع الشركاء المعنيين في المجتمع، وإعداد تقرير يعرض ما جرى من مناقشات على الصعيد الوطني حول المسائل المتعلقة بالموضوع المعني ورفع التقرير إلى الاتحاد وسائر أعضائه.

الحدث/ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.