نعمان لحلو يختتم فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي للرحل بحفل فني تألقت فيه الأغنية المغربية

0

أحيى الفنان نعمان لحلو، مساء أمس السبت بامحاميد الغزلان، حفلا فنيا اختتم به برنامج الدورة 16 للمهرجان الدولي للرحل، واستعاد من خلاله تألق الأغنية المغربية في أصالتها وفرادتها.

وقدم الفنان نعمان لحلو، الذي استقبله الجمهور العريض الذي حج لبوابة الصحراء لحضور فعاليات هذه التظاهرة الفنية بزغاريد وتصفيقات حارة، باقة من أغاني ريبرتواره الفني ألهبت حماس الجمهور، وجعلته يستعيد تألق الأغنية المغربية الأصيلة بما تزخر به من قيم ومعاني الحب والسلام وما تحفل به من إيقاعات غنية بشتى الألوان الموسيقية.

وفي خضم ذلك، كان الفنان نعمان لحلو منصتا لنبض جمهوره المتفاعل معه، مبادرا، بين الفينة والأخرى، إلى مبادلته نفس المشاعر، ومجددا، أثناء ذلك، تأكيد عشقه الخاص لمحاميد الغزلان ولإقليم زاكورة التي قال إنها غنية بالتاريخ والتقاليد الأصيلة المعروفة بالبساطة وثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الأعراق واللغات والديانات.

وجال هذا الفنان المغربي، بحرفية فنية عالية، خلال وصلته التي رافقه فيها المايسترو أحمد الشرقاني وفرقته الموسيقية، بجمهوره عبر واحات المنطقة التي تزخر بنخلها وعواليها الباسقات ومعالمها التاريخية وسحرها المتجدد، وذلك بأدائه لأغاني (زاكورة) و (بلادي يا زين البلدان)، قبل أن يؤدي قطعا أخرى لاقت استحسان الجمهور ك(شفشاون يا النوارة) و(سعادة الوزير) وغيرها.

وقبل أن يلتقي بنجم السهرة الأول، كانت ساكنة المحاميد وزوارها على موعد مع ثلاثة مواهب شابة أبرزهم الموسيقي الموهوب، وريث ومشعل التقاليد الكناوية بالمغرب، المهدي نسولي، الذي أتحف الجمهور بمقاطع غنائية كناوية متنوعة، ثم الشابة الموهوبة، والمؤلفة والملحنة السنغالية، وسفيرة الأغنية الإفريقية، ماريا سيغا، وكذا الشيخ تيديان سيك، الفنان المبدع، الذي مزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الإفريقية، قدموا كلهم وصلات فنية تتبعها الجمهور الحاضر الذي صفق باسترسال مستحسنا الأداء المتميز لهذه النخبة من الفنانين.

وخلال اختتام التظاهرة الفريدة من نوعها التي أضحت تقليدا سنويا للاحتفاء بثقافة الرحل وبروافدها الفنية والتقليدية، عبر مدير المهرجان الدولي للرحل، نور الدين بوكراب، عن سعادته بنجاج الدورة ال16 وخصوصا بالظروف التنظيمية الجيدة التي جرت فيها.

وأعرب السيد بوكراب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته برؤية هذا العدد الكبير من الأشخاص الذين قدموا من كل بقاع العالم بما فيها أوروبا وإفريقيا، خصيصا لحضور المهرجان الدولي للرحل، معتبرا أن الأمر يؤشر على “نجاح باهر على جميع المستويات وعلى تجربة استثنائية.

من جهته، أبرز أحمد شهيد، عن المجلس الجهوي للسياحة، في تصريح مماثل، أن “هذه الدورة التي تأتي تتويجيا ل16 سنة من العمل على تثمين الثقافة المحلية والتراث اللامادي للمنطقة”، مشيرا إلى أن “مهرجان الرحل هو مناسبة للفت الأنظار ونفض الغبار على نمط عيش هذه الفئة الاحتماعية، وذلك من خلال رصد معاناتها وإحياء ثقافتها الغنية”.

وأضاف أن تنظيم هذه التظاهرة، ذات البعد السياحي والاقتصادي والثقافي والفني، “يضعنا أمام سؤال جوهري يتمثل في كيفية البحث عن فضاء عالمي للرحل بغية النهوض بهذه الثقافة اللامادية والحرص على استدامتها”، مؤكدا على “ضرورة توحيد جهود كل الفئات المعنية والمتدخلة لخلق ثقافة مغربية صحراوية متجانسة تشمل تقاليد المملكة الغنية”.

وإذا كانت المنصات قد خصصت للاستمتاع بسحر الأنغام الموسيقية المتلاقحة، فإن فضاءات المحاميد احتضنت معارض للمنتوجات المحلية والصناعة التقليدية المغربية والأنشطة التقليدية لرحل الصحراء، بما في ذلك فقرات لتحضير خبز الرمال الذي يطلق عليه تسمية “ميلا” إلى جانب عرض لكيفية نصب خيام الرحل، وفنون الخشبة وسباق الإبل وهوكي الرمال وفن “التبوريدة”، علاوة على أطباق موسيقية عالمية بنكهات مختلفة، مكنت الجمهور من اكتشاف تقاليد وعادات الأجداد وفنونهم الغنية.

ويشكل هذا المهرجان الأول من نوعه في الجنوب المغربي، والذي نظمت دورتة ال16 بتعاون مع المجلس الإقليمي لزاكورة، ووزارة الثقافة والاتصال، من رابع إلى سادس أبريل الجاري، محط أنظار صحافة العالم، فهو موعد متميز يبرز نمط حياة تقليدية تتأقلم مع محيط يتميز بثقافته وعاداته العريقة، كما يشهد على تمسك ساكنته بجذورها وتاريخها والتي تتطلع إلى مستقبل أفضل لأبنائها في هذه الواحة المذهلة بوادي درعة بوابة الصحراء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.