إسطنبول: اجتماع منظمة التعاون الإسلامي يجمع على ضرورة إبداء موقف واضح تجاه الهجوم الارهابي الذي استهدف المسلمين في نيوزيلندا

0

أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، اليوم الجمعة بإسطنبول، على ضرورة إبداء موقف واضح تجاه الهجوم الارهابي الذي استهدف المسلمين في نيوزيلندا، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي، مؤكدين أنه لا يمكن التغاضي عن أنشطة المحرضين على العنف، أيا كانت معتقداتهم الدينية.

وفي هذا الإطار، دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال هذه الجلسة المنعقدة على مستوى وزراء خارجية المنظمة، لبحث تداعيات مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، بطلب من تركيا، إلى “ضرورة أن يعمل المسلمون معا على قلب رجل واحد في القضايا المتعلقة بمستقبل الأمة الإسلامية”.

وأكد أنه “لا يمكننا حل المشاكل بالتغاضي عنها، ولا معالجة الأمراض الاجتماعية بتجاهلها، مثلما لا يمكننا الصمت إزاء القضايا التي تهددنا والإنسانية جمعاء”، مضيفا “علينا إعطاء رسالة قوية للذين يتشاطرون النوايا نفسها مع الإرهابي منفذ الهجوم عبر معاقبته بالعقوبة التي يستحقها والكشف عن جميع ارتباطاته”.

وشدد على أنه يجب ألا تحل المصالح قصيرة المدى محل المصالح المتوسطة والطويلة الأمد في الأمور التي تهدد المستقبل المشترك للعالم الإسلامي والبشرية، معتبرا أنه “على السياسيين الذين يربحون الانتخابات بتبني مواقف تدعو لإقصاء المسلمين وكراهية اللاجئين أن يضبطوا خطاباتهم”.

وبعدما سجل أن الهجوم الإرهابي يعد مظهرا من مظاهر الكراهية المتجذرة التي لا يمكن إنكارها، دعا أردوغان العالم إلى تبني موقف رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن وتضامنها مع المسلمين، مؤكدا “يجب أن يكون رد فعلها نموذجا لكافة زعماء العالم”.

من جهته، حذر الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين من أن الفوضى ستطرق أبواب العالم إذا لم يتم التصدي لخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا، مؤكدا أن “خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا يزداد يوما بعد يوم، والملمح المشترك بين الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة حتى للمؤسسسات الرسمية، هو الإسلاموفوبيا، وأعداد هذه الأحزاب يزداد بشكل غير مسبوق”.

وسجل أنه “إذا لم نمنع خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا سنشهد هجمات مماثلة” لهجوم نيوزيلندا، معتبرا أن هذا الخطاب “بات يهدد المجتمعات المسالمة في العالم”.

واعتبر أن خطاب الكراهية القائم على الفكر اليميني المتطرف، لا يستهدف الإسلام والمسلمين فحسب، وإنما يستهدف كذلك الأنظمة والدول الغربية الليبرالية الديمقراطية.

وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي تؤكد على تعزيز المبادرات التوافقية، مثل القرار رقم 16-18 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعنوان “محاربة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسته على الأشخاص بسبب المعتقد”.

وأكد على “أهمية وجود تشريعات حاسمة في الفضاء الإلكتروني الذي للأسف الشديد تحول إلى ساحة لتفريغ الأفكار المتطرفة”.

بدوره، قال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء النيوزيلندي، وينستون بيترز، إن الإرهابي الذي نفذ الهجوم على المسجدين “سيقضى بقية حياته في زنزانة انفرادية”، مؤكدا أن بلاده تولي أهمية كبيرة للحرية الدينية، و”الهجوم على المسلمين هجوم علينا جميعا”.

وشدد على أن نيوزيلندا أطلقت أكبر تحقيق في تاريخها لضمان التدقيق في كافة أبعاد الهجوم، معبرا عن اقتناعه بأنه “لا يمكن لأي عقوبة أن تعادل حجم قبح الجريمة”.

وأبرز أن الحكومة النيوزيلندية تسعى لأن يشعر المسلمون بالأمان في البلاد، “وقد كلفت أفرادا من الشرطة لحراسة المساجد في هذا الصدد، معتبرا ذلك “أمرا مهما للغاية”.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.