الجزولي: التزام المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب تؤطره رؤية ملكية متبصرة تضع العنصر البشري في صلب الاهتمامات

0

أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الإفريقي، محسن الجزولي، اليوم الخميس، أن التزام المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب تؤطره رؤية ملكية متبصرة تضع العنصر البشري في صلب الاهتمامات.

وفي كلمة ضمن فعاليات المؤتمر الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التعاون جنوب-جنوب المنعقد الى غاية يوم غد الجمعة ببوينوس أيريس، قال السيد الجزولي “إن التزام المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب تؤطره رؤية ملكية متبصرة، تضع العنصر البشري في صلب مختلف الأعمال والمبادرات، ويرمي إلى إرساء أسس اندماج موات للاستثمارات والتبادلات ويتمحور حول التنمية المشتركة”.

وأوضح أن هذه الرؤية الملكية “مكنت المغرب من إرساء منظومة من الفاعلين الوطنيين الملتزمين، تجمع في الوقت ذاته بين القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني”.

وبخصوص مساهمة التعاون جنوب-جنوب في تفعيل أجندة 2030 الأممية حول التنمية المستدامة، أبرز السيد الجزولي أن المغرب مقتنع بأن هذه الأهداف “ستساهم، إذا ما جرى تنزيلها بشكل متوازن ومندمج، في رفع هذه التحديات وإرساء تغييرات عميقة، في مستوى تطلعاتنا”.

وشدد على أن هذا “اليقين هو ما يمنح الزخم لجهود المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب”، مبرزا الأهمية التي توليها المملكة لهذا التعاون باعتباره “ركيزة استراتيجية لسياستها الخارجية”، والذي كرسته في دستور 2011 كإحدى ثوابت ديبلوماسيتها.

وفي معرض تطرقه لمساهمة المغرب في التعاون جنوب-جنوب كمبادرة ترمي إلى “وضع بلدان الجنوب” على مسار التنمية الاقتصادية والتقدم، استعرض الوزير المنتدب مختلف المبادرات التي أطلقها المغرب في افريقيا.

وأورد في هذا السياق انعقاد قمة العمل الافريقية على هامش مؤتمر كوب 22 سنة 2016 حيث توجت بإحداث ثلاث لجان لحوض الكونغو ومنطقة الساحل والدول الجزرية وكذا مبادرة “تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”.

وبشأن قضية الهجرة، ذكر السيد الجزولي بأن المغرب سيحتضن المرصد الافريقي للهجرة لتعزيز التعاون بين البلدان الافريقية من أجل تدبير أمثل لظاهرة الهجرة والرفع من مزاياها بشأن التنمية.

وبرأيه، فإن التعاون جنوب-جنوب يجب أن يتم تعزيزه من خلال التعاون شمال-جنوب عبر تعاون ثلاثي الأطراف، باعتباره آلية ضرورية بهذا الشأن.

وقال إن المغرب يجدد إبداء استعداده للتعاون مع مختلف مؤسسات الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية لتعزيز الشراكات والمبادرات الكبرى من أجل تقوية التعاون جنوب-جنوب والتعاون ثلاثي الأطراف.

وخلص إلى انه “يتعين علينا أن نعي أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب التزاما ملموسا وأشكالا جديدة من الاستجابات الملموسة (…) والاستثمار بشكل كبير والتعبئة الشاملة لتلبية احتياجات الساكنة ورفع التحديات الشاملة التي نواجهها جميعا”.

ويمثل المملكة في هذا المؤتمر الدولي وفد هام يترأسه السيد الجزولي، ويضم على الخصوص السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال.

ويشارك 1500 شخص يمثلون 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة في فعاليات المؤتمر الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التعاون جنوب-جنوب، من ضمنهم رؤساء دول ووزراء خارجية ووزراء، بالاضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، و ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وينعقد هذا المؤتمر متعدد الأطراف، الأهم من نوعه حول التعاون جنوب-جنوب، بعد مرور 40 عاما على إقرار مخطط عمل بوينوس أيريس، الذي حددت بفضله الدول النامية النهج الذي تمضي عليه في ما يتعلق بالتعاون التقني، أحد أوجه التعاون جنوب-جنوب، والذي يقوم على تبادل التجارب ونقل المعارف بهدف ضمان استكمال الجهود الوطنية في مجال التنمية وتعزيز قدرات الدول.

ويشكل هذا المؤتمر مناسبة للاتفاق حول مخطط عمل بهذا الخصوص وتفعيل التوافقات التي تم التوصل إليها في إطار أجندة 2030، واتفاق باريس وقمة مجموعة العشرين بشأن الأغذية المستدامة وتكوين الموارد البشرية والتغيرات التكنولوجية والتغيرات المناخية ومساواة النوع وتمويل التنمية.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.