ناقد سينمائي: أنديغو” أو طفل النجوم.. شريط سينمائي مغربي بمواصفات عالمية

0

فاطنة خراز: قال الناقد السينمائي السوري ماهر عنجاري، إن فيلم “أنديغو” أو طفل النجوم، للمخرجة المغربية سلمى بركاش، شريط سينمائي بمواصفات عالمية.

وأوضح عنجاري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مساء أمس الثلاثاء بمدينة الأقصر (جنوب مصر)، بعد عرض الشريط ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (المسابقة الرسمية) في إطار فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الثامنة، أن المتلقي ينبهر منذ المشهد الأول للفيلم ما يحيل على تمكن سلمى بركاش من أدواتها من حيث اعتمادها على اسلوب سينمائي فريد وموسيقى مختلفة، وحوار داخلي عميق على غرار أعمال مخرجين عالميين.

وأضاف أن سلمى بركاش “منحتنا طيلة 90 دقيقة وهي مدة العرض، سينما جميلة، تعتمد أسلوبا مختلفا، وموسيقى ومشاهد لافتة من بداية الشريط إلى نهايته” ، كما أنها، يضيف عنجاري “توفقت إلى حد بعيد في اختيار شخوص الفيلم الذين نجحوا بشكل كبير في تقمص أدوراهم بكل إتقان وسلاسة”.

وبخصوص الاشتغال مع فئة الأطفال، أشار الناقد السينمائي السوري، إلى أن الطفل في السينما سريع الاستيعاب أكثر، و”في شريط “أنديغو” نجحت سلمى بركاش في التعامل مع الطفلة البطلة، بطريقة جعلتنا لا نحس بأن مروة تتقمص دورا عابرا فقط “.

وفي ما يتعلق بالتطور الذي تشهده السينما المغربية في السنين الأخيرة، أكد عنجاري أنه “متابع منتظم لعدد كبير من المخرجين المغاربة سواء من الرواد والشباب كالجيلالي فرحاتي، وداوود اولاد السيد ونبيل عيوش ونرجس النجار وفيصل بن غرو ومحسن بصري وغيرهم، ولكل مخرج بصمته الخاصة”، مشددا على أن “هناك فعلا صناعة سينمائية مغربية فرضت بصمتها بإلحاح في المشهد السينمائي العربي والإفريقي والدولي”.

من جهتها قالت الممثلة خلود بطلة الفيلم والتي تشخص دور أم الطفلة (نورا )، إن تجسيد دور أم الطفلة الحالمة التي تتخيل أشياء لها ارتباط بالماضي، هذا الماضي الذي يخفي سرا بين الأم وابنتها، يجعل العلاقة بينهما معقدة، موضحة أن الشخصية التي تجسدها مركبة حاولت من خلال الأداء الصامت أحيانا إعطاء البعد السيكولوجي في التعامل مع الشخصية ومحيطها خاصة في علاقتها بابنتها.

وتابعت، في تصريح مماثل، أنها تأثرت كثيرا بدور الأم في الشريط ،لأنه يرصد معاناة أم بعد فاجعة وفاة رضيعها، وبعد غياب الزوج، وتحمل مسؤولية “مراهقة غير عادية” لديها قدرات خاصة، إلى جانب إحساسها بالذنب لعدم قدرتها على التقرب من طفلتها بعد فاجعة وفاة أخيها.

وأضافت خلود أن “تقمصها دور الأم بنجاح، يعود لكونها، ساعدت والدتها على تربية إخوتها، ولحبها الوارف للأطفال بشكل عام وهو ما جعل إحساس الأمومة لديها، صادق ونابع من عمق ذاتها”.

وحول اشتغالها مع المخرجة بركاش، قالت خلود إن سلمى من المخرجات اللواتي ترتاح لهن أثناء الاشتغال معهن، لأنها تتميز بالدقة في العمل، ولديها رؤية إخراجية مبدعة، كما أنها إنسانة مرهفة الإحساس، وتمتلك لمسة فنية شاعرية في إخراج أفلامها.

ويحكي فيلم “أنديغو” قصة طفلة (13 عاما ) تتعرض لصدمة عاطفية حينما تعلم أن والدتها ستلتحق بوالدها ببلاد المهجر، لذلك ستكون مجبرة على العيش مع خالتها، ومواجهة معاناة شديدة بسبب غياب أبويها.

وقام بتشخيص دور البطولة في الشريط كل من ريم كتاني وخلود وعائشة ماهماه وكريم سعيدي ومالك أخميس.

يشار إلى أن سلمى بركاش من مواليد 1966 بالدار البيضاء تابعت دراستها بالمغرب، قبل التحاقها سنة 1986 بالوحدة التربوية للهندسة المعمارية في ليون، ثم جامعة السربون في باريس، حيث حصلت على الدكتوراه في شعبة الفن السمعي البصري. بعد ذلك أسست بركاش التي أخرجت عدة أفلام قصيرة كمخرجة أو كمساعدة مخرج، مركزا للوثائق والبحوث حول الفنون في المغرب العربي مع مجموعة من الطلاب المغاربيين.

و”انديغو” ثاني فيلم روائي لسلمى بركاش، حصل على جائزة أفضل دور نسائي في الدورة ال21 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة.

وكان شريط “الوتر الخامس” أول فيلم طويل لها سنة 2010، والذي حصل على جائزة الإخراج في الدورة الـ14 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2011.

ويتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة إلى جانب “أنديغو ” فيلم “مباركة” للمخرج محمد زين الدين ، وفيلمي “دفن كوغو” للمخرج بليتز بازاول، و “قدر” للمخرج كوابينا جيانسا من غانا ، وفيلم “ليل خارجي” للمخرج المصري أحمد عبد الله السيد، و”أسيرة” للمخرج ديفيد كابال من الكونغو ، و”ماباتا باتا” للمخرج سول دي كارفاليو، وهو إنتاج مشترك لموزمبيق والبرتغال، وفيلم “في عينيا” للمخرج نجيب بالقاضي من تونس ، فضلا عن الفليم الجنوب إفريقي “خيط الشتاء بجلدي” للمخرج جميل كوبيكا، والفيلم الجزائري “إلى آخر الزمان” للمخرجة ياسمين شويخ. وتتواصل فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية إلى غاية 21 مارس الجاري.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.